الوقف على عَيْناً فِيها تُسَمَّى [الإنسان: ١٨] أى عينا مسماة معروفة، والابتداء سَلْسَبِيلًا [١٨] جملة طلبية، أى: اسأل طريقا موصلة (١) إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة. ومن ذلك الوقف على لا رَيْبَ [البقرة: ٢] والابتداء فِيهِ هُدىً [٢] ويرده قوله تعالى فى سورة السجدة لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ [٢].
الثالث: يغتفر فى طول الفواصل والجمل والقصص المعترضة ونحو ذلك، وفى حال جمع القراءات وقراءة التحقيق والترتيل- ما لا يغتفر فى غير ذلك، وربما أجيز الوقف والابتداء ببعض ما ذكر ولو كان لغير ذلك لم يبح. وهذا الذى يسميه السجاوندى المرخص ضرورة، ومثله بقوله تعالى: وَالسَّماءَ بَنَيْناها (٢)[الذاريات: ٤٧]، والأولى تمثيله بنحو قوله [تعالى](٣): قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ [البقرة: ١٧٧]، ونحو: وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ [البقرة: ١٧٧]، ونحو: عاهَدُوا [البقرة: ١٠٠]، ونحو كل من: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ ... الآية [النساء: ٢٣]، ونحو كل من فواصل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [المؤمنون: ١] إلى آخر القصة، ونحو: هُمْ فِيها خالِدُونَ [البقرة: ٢٥]، ونحو: كل من فواصل: وَالشَّمْسِ إلى (٤) مَنْ زَكَّاها [الشمس: ١ - ٩]، ونحو: لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ [الكافرون: ٢] دون قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ [١]. ونحو: اللَّهُ الصَّمَدُ [الإخلاص: ٢] دون أَحَدٌ [١] وأن كل [ذلك](٥) معمول (٦) قُلْ [١] ومن ثم كان المحققون يقدرون إعادة العامل أو عاملا آخر فيما طال.
الرابع: كما اغتفر الوقف لما ذكرنا قد لا يغتفر ولا يحسن فيما قصر من الجمل نحو:
لقرب (٨) مَنْ تَشاءُ [٢٦] الأولى، وأكثرهم لا يذكرها لقربها من الثانية، وكذلك (٩) لم يغتفر كثير الوقف على تَشاءُ [٢٦] الثالثة لقربها من الرابعة ولم يرضه بعضهم لقربه من بِيَدِكَ الْخَيْرُ [٢٦].
(١) فى م: موصولة. (٢) فى د: بناء. (٣) زيادة من ص. (٤) فى م: إلى قوله. (٥) سقط فى ز، م. (٦) فى ص: مقول قل. (٧) فى م: بالقدس. (٨) فى ز، د، ص: لقربه. (٩) فى ص: ولذلك.