وقد يكون الوقف تامّا على تفسير أو إعراب غير تام على غيره؛ نحو: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ [آل عمران: ٧]، تام على أن ما بعده مستأنف، وقاله ابن عباس وعائشة وابن مسعود وغيرهم، [وأبو حنيفة وأكثر المحدثين، ونافع والكسائى ويعقوب والفراء والأخفش وأبو حاتم وغيرهم](١) من أئمة العربية- وغير تام عند آخرين، والتام عندهم وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ [آل عمران: ٧] واختاره ابن الحاجب وغيره، وكذلك الم [البقرة: ١] ونحوه من حروف الهجاء، الوقف عليها تام على أنها (٢) المبتدأ أو الخبر (٣) والآخر محذوف، أى:«هذا آلم»، أو:«الم هذا»، أو على إضمار فعل، أى:«قل الم» على استئناف ما بعدها، وغير تام على أن ما بعدها هو الخبر.
وقد يكون الوقف تامّا على قراءة دون أخرى، نحو: مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً [البقرة: ١٢٥] فإنه [تام عند من كسر الخاء من وَاتَّخِذُوا [البقرة: ١٢٥] وكاف عند من فتحها، ونحو:
إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [سبأ: ٦] فإنه تام على قراءة من رفع الاسم الجليل بعدها، وحسن] (٤) عند من كسر (٥).
وقد يتفاضل المقام (٦) فى التمام (٧) نحو: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة: ٤]، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: ٥] كلاهما تام، إلا أن الأول أتم [من الثانى](٨)؛ لاشتراك الثانى مع ما بعده فى معنى الخطاب بخلاف الأول.
والوقف الكافى يكثر فى الفواصل وغيرها، نحو الوقف على وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة: ٣]، وعلى مِنْ قَبْلِكَ [البقرة: ٤] وعلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة: ٥]، وعلى يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا [البقرة: ٩] وعلى أَنْفُسَهُمْ (٩)[البقرة: ٩] وعلى مُصْلِحُونَ [البقرة: ١١].
وقد يتفاضل [فى الكفاية كتفاضل](١٠)[التام](١١) فى نحو فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ [البقرة:
وأكثر ما يكون التفاضل فى رءوس الآى؛ نحو: هُمُ السُّفَهاءُ [البقرة: ١٣] كاف وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ [البقرة: ١٣] أكفى، ونحو الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ [البقرة: ٩٣] كاف
(١) سقط فى م. (٢) فى م: أن. (٣) فى م: والخير. (٤) زيادة من د. (٥) فى ز: من كسره. (٦) فى ص، م: التام. (٧) فى ص: التام. (٨) سقط فى م. (٩) فى ص: إلا أنفسهم. (١٠) سقط فى ز. (١١) زيادة من ز.