وفي رواية له [عند ابن أبي شيبة]: أن رسول الله ﷺ نهى عن ركوب الخز والنمور.
قال ابن سيرين: فكان معاوية لا يتهم في الحديث على رسول الله ﷺ. واقتصر ابن ماجه من رواية وكيع على المرفوع في النهي عن ركوب النمور، دون ذكر الخز.
وقد اقتصر بعضهم على تزكية ابن سيرين لمعاوية، فقد روى منه وكيع في الزهد، وعند الخلال: كان معاوية لا يُتهم في الحديث على رسول الله ﷺ.
ولفظ الطيالسي [في المسند]: قال معاوية: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: «لا تركبوا الخز، ولا النمار». قال محمد: وكان معاوية إذا حدث مثل هذا عن رسول الله ﷺ لم يتهم. وقال أبو داود مرة أخرى: وكان معاوية إذا حدث عن رسول الله ﷺ لم يتهم.
أخرجه أبو داود (٤١٢٩)، وابن ماجه (٣٦٥٦)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٣٢٨) (٩/ ٩٧ - ط الناشر المتميز)، وأحمد (٤/ ٩٣)، ووكيع في الزهد (٢٣١)، والطيالسي (٢/ ٣١٣/ ١٠٥٨)، وابن أبي شيبة (١٤/ ٩٩/ ٢٦٨٧٩ و ٢٦٨٨٠ - ط الشثري)، وعبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٢٨٥/ ٢٢٧٣) و (٣/ ٤٥٠/ ٥٩١٢)، والدولابي في الكنى (٣/ ١٠٣١/ ١٨٠٩)، وأبو بكر الخلال في السنة (٢/ ٤٤٠/ ٦٧٥)، والبيهقي في الكبرى (١/٢٢) (١/ ٧٤/ ٦٢ - ط هجر)، وفي الخلافيات (١/ ١٠٤/ ٧٢)، وفي المدخل إلى السنن (٤٥٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ١٦٦ و ١٦٧). [التحفة (٨/ ١٤٥/ ١١٤٣٩)، الإتحاف (١٣/ ٣٧٣/ ١٦٨٧٦)، المسند المصنف (٢٤/ ٦٢٢/ ١١١٤٨)].
وقع في بعض حواشي سنن أبي داود: «قال لنا أبو سعيد ابن الأعرابي [راوي السنن]، قال لنا أبو داود أبو المعتمر اسمه يزيد بن طهمان، كان ينزل الحيرة».
وفي بعض حواشي النسخ: قال أبو داود: أبو المعتمر شيخ من الحيرة، كان بصرياً، يقال له: يزيد بن طهمان، قال: وكان بخراسان أيضاً [هامش ط التأصيل (٤٠٨١)].
وقال عبد الله بن أحمد عقبه في المسند: «يقال له: الحيري - يعني أبا المعتمر ـ، ويزيد بن طهمان أبو المعتمر هذا».
وقال البيهقي: «وهو في الخز محمول على التنزيه».
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، ولم أقف لابن سيرين على سماع من معاوية بن أبي سفيان، وليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث [انظر: تحفة التحصيل (٢٧٧)].
فإن قيل: هل يعارضه ما رواه:
يزيد بن هارون ومعاذ بن معاذ العنبري:
عن عبد الله بن عون، عن محمد، سألته، قلت: كانوا يلبسون الخز؟ قال: كانوا يلبسونه، ويكرهونه، ويرجون رحمة الله.
أخرجه ابن أبي شيبة (١٣/ ٤٧٤/ ٢٦٢٣٦ - ط الشثري). والبيهقي في الشعب (٩/ ٣٧٠/ ٥٨٠٧).
