والطبراني في الكبير (١٠/ ١٨٦/ ١٠٤٠٥)، والبيهقي في الشعب (١١/ ٤٨٤/ ٧٤٥٩).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن عاصم عن أبي وائل، عن عبد الله؛ إلا زياد هذا».
قلت: زياد بن عبد الرحمن القرشي: مجهول، ولا أظنه الراوي عن ابن سيرين والشعبي؛ لاختلاف الطبقة؛ ولكون الأخير أكبر سناً. [انظر في ترجمة الأخير: التاريخ الكبير (٣/ ٣٦١)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٣٨)، الثقات (٦/ ٣٢٥)].
فهو حديث منكر؛ لتفرد هذا المجهول به عن عاصم بن بهدلة على كثرة أصحابه.
وروي من حديث وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله مرفوعاً بعدة أحاديث في سياق واحد [أخرجه أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣٧٥)] [وهو حديث باطل؛ إسناده مجهول].
ورواه محمود بن بكر بن عبد الرحمن [مجهول، لا يُدرى من هو؟ شيخ للبزار]، قال: نا أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: كوفي، ثقة، قال: نا عيسى بن المختار [كوفي ثقة، سمع مصنف ابن أبي ليلى منه]، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد الله، أن النبي ﷺ قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول؛ أمك وأباك، وأختك وأخاك».
أخرجه البزار (٥/ ٣٢٤/ ١٩٤٤).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى من حديث الشعبي، عن مسروق إلا من حديث ابن أبي ليلى، والسري بن إسماعيل».
قلت: رواه من طريق السري بن إسماعيل وهو: متروك، أحاديثه عن الشعبي: منكرة. التهذيب (١/ ٦٨٧)، وفي بعض الأسانيد إليه ضعف: البزار (٢/ ٣٧٦/ ١٨٨٦)، والطبراني في الأوسط (٦/٣٩/٥٧٢٨)، والبيهقي في الشعب (١١/ ٤٨٣/ ٧٤٥٨).
ولفظه: أتى النبي ﷺ أعرابي، فقال: يا رسول الله، إني رجل من أهل البادية، وإني موسر، ولي أب وأم، وأخ وأخت وعم وعمة، وخال وخالة، فأيهم أولى بصلتي؟ فقال رسول الله ﷺ: «أمك وأباك وأختك وأخاك، وأدناك أدناك».
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن الشعبي إلا السري بن إسماعيل، ولا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد».
قلت: هو حديث منكر؛ لا يُعرف من حديث مسروق، ولا من حديث الشعبي، السري بن إسماعيل: متروك، أحاديثه عن الشعبي: منكرة، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي، كان سيئ الحفظ جداً، كثير الوهم، غلب عليه الاشتغال بالفقه والقضاء؛ فلم يكن يحفظ الأسانيد والمتون. [انظر: التهذيب (٣/ ٦٢٧)، الميزان (٣/ ٦١٣)]، وشيخ البزار فيه: مجهول.
وقد روي ضمن حديث طويل موقوفاً على ابن مسعود بإسناد ضعيف [أخرجه
