السجود على كور العمامة ثم قال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات، فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا، فقلت: نعم ثم خرجت من عنده، وهذا كان مقدرًا علي.
قال أحمد بن سلمة: فقلت له: أخبرني غير واحد أن جل أصحاب الحديث صاروا إلى يحيى بن يحيى، فكلموه أن يكتب إلى عبد الله بن طاهر في تخليتك، فقال يحيى: لا أكاتب السلطان، وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه، فكتب بحضرته على لسانه، فلما وصل الكتاب إلى ابن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك. قال: نعم.
أحمد بن سلمة: حدثنا ابن أسلم، سمعت المقرئ يقول: الشكاية والتحذير ليست من الغيبة.
محمد بن العباس السلطي: سمعت ابن أسلم ينشد:
إن الطبيب بطبه ودوائه … لا يستطيع دفاع مقدور أتى
ما للطبيب يموت بالداء الذي … قد كان يبري مثله فيما مضى
هلك المداوي والمداوى والذي … جلب الدواء وباعه ومن اشترى
قال أحمد بن سلمة: مرض محمد بن أسلم في بيت رجل من أهل طوس، فقال له: لا تفارقني الليل، فإني يأتيني أمر الله قبل أن أصبح، فإذا مت، فلا تنتظر بي أحدًا، واغسلني للوقت، وجهزني. قال: فمات في نصف الليل. قال: فأتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله، وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة الساذياخ؛ ليصلي عليه طاهر. قال: فوضعت الجنازة، والناس يؤذنون لصلاة الصبح، وما نادى على جنازته أحد، ولا روسل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد اجتمع بحيث لا يذكر مثله، فأمهم طاهر، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه.
= وأخرجه أبو يعلى "٢٢٤٨"، والطبراني "١١١٧٨" من طريق سلام بن الطويل، عن زيد العمى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله ﷺ يسجد على ثوبه. وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف سلام الطويل، وزيد العمي. ويشهد له ما أخرجه البخاري "١٢٠٨"، ومسلم "٦٢٠" من حديث أنس بن مالك قال: "كنا نصلي مع النبي ﷺ في شدة الحر، فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض بسط ثوبه فسجد عليه". وفي لفظ عند البخاري "٣٨٥" قال: "كنا نصلي مع النبي ﷺ فيضع أحدنا طرف الثوب من شدة الحر في مكان السجود".