العلامة المتبحر، ذو الفنون، أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري، المعتزلي، صاحب التصانيف. أخذ عن: النظام.
وروى عن: أبي يوسف القاضي، وثمامة بن أشرس.
روى عنه: أبو العيناء، ويموت بن المزرع -ابن أخته، وكان أحذ الأذكياء.
قال ثعلب: ما هو بثقة.
وقال يموت: كان جده جمالا أسود.
وعن الجاحظ: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، حتى عرفني أهلي.
قلت: كان ماجنًا، قليل الدين، له نوادر.
قال المبرد: دخلت عليه، فقلت: كيف أنت? قال: كيف من نصفه مفلوج، ونصفه الآخر منقرس? لو طار عليه ذباب لآلمه، والآفة في هذا أني جزت التسعين. وقيل: طلبه المتوكل، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل، ولعاب سائل?!
قال ابن زَبْر: مات سنة خمسين ومائتين. وقال الصولي: مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
قلت: كان من بحور العلم، وتصانيفه كثيرة جدًّا. قيل: لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته، حتى إنه كان يكتري دكاكين الكُتْبِيِّين، ويبيت فيها للمطالعة، وكان باقعة (٢) في قوة الحفظ.
وقيل: كان الجاحظ ينوب عن إبراهيم بن العباس الصولي مدة في ديوان الرسائل.
وقال في مرضه للطبيب: اصطلحت الأضداد على جسدي، إن أكلت باردًا، أخذ برجلي، وإن أكلت حارًا، أخذ برأسي.
ومن كلام الجاحظ إلى محمد بن عبد الملك: المنفعة توجب المحبة، والمضرة توجب
(١) ترجمته في تاريخ بغداد "١٢/ ٢١٢"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "١٦/ ٧٤"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٣/ ٤٧٠"، وميزان الاعتدال "٣/ ٢٤٧"، والعبر "١/ ٤٥٦"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٢/ ترجمة ٥٠٦". (٢) باقعة: أي داهية.