رأس الشعراء، أبو السمط -وقيل: أبو الهندام- مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد، مولى مروان بن الحكم الأموي.
أعتقه مروان يوم الدار (٢)، لكونه بيَّن يومئذ.
وقيل: بل كان أبو حفصة طبيبًا يهوديًّا، فأسلم علي يد عثمان، أو يد مروان. ويقال: إن أبا حفصة من سبي اصطخر.
وكان مروان بن أبي حفصة من أهل اليمامة، فقدم بغداد، ومدح المهدي، والرشيد.
قال ابن المعتز: أجود ما له "اللامية" التي فضل بها على شعراء زمانه في معن بن زائدة، فأجازه عليها بمال عظيم. قال: وأخذ من خليفة على بيت واحد ثلاثمائة ألف درهم.
قلت: فمن اللامية:
بنو مطر يوم اللقاء كأنهم … أسود لها في بطن خفان أشبل
هم يمنعون الجار حتى كأنما … لجارهم بين السِّماكين منزل
تجنب لا في القول حتى كأنه … حرام عليه قول لا حين يسأل
تشابه يوماه علينا فأشكلا … فلا نحن ندري أي يوميه أفضل
(١) ترجمته في "المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي" "١/ ١٧٣"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "١٠/ ٧١"، وتاريخ بغداد "١٣/ ١٤٥"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٥/ ١٨٩". (٢) أي: دار عثمان بن عفان يوم أن وقعت الفتنة، ولزم عثمان داره، واستشهد فيها لذا سمى يوم الدار.