ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة الفقيه، أبو عمارة الأنصاري الخطمي المدني، ذو الشهادتين.
قيل: إنه بدري، والصواب: أنه شهد أحدًا وما بعدها. وله أحاديث.
وكان من كبار جيش علي فاستُشْهِدَ معه يوم صفين.
حدَّث عنه: ابنه عمارة، وأبو عبد الله الجدلي، وعمرو بن ميمون الأودي، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص؛ وجماعة.
قُتِلَ ﵁ سنة سبع وثلاثين، وكان حامل راية بني خطمة، وشهد مؤتة.
فقال الواقدي: حدَّثنا بكير بن مسمار، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه قال: حضرت مؤتة، فبارزت رجلًا فأصبته، وعليه بيضة فيها ياقوتة، فلم يكن همي إلَّا الياقوتة، فأخذتها، فلمَّا انكشفنا وانهزمنا رجعت بها إلى المدينة، فأتيت بها النبي ﷺ فنفلنيها، فبعتها زمن عمر بمائة دينار.
وقال خارجة بن زيد، عن أبيه، قال: لما كتبنا المصاحف فقدت آية كنت سمعتها من رسول الله ﷺ، فوجدتها عند خزيمة بن ثابت: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: ٢٣]، قال: وكان خزيمة يدعى: ذا الشهادتين، أجاز رسول الله ﷺ شهادته بشهادة رجلين (٢).
قال قتادة، عن أنس، قال: افتخر الحيان من الأنصار، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة: حنظلة بن الراهب؛ ومنَّا من اهتزَّ له العرش: سعد، ومنَّا من حمته الدبر: عاصم بن أبي الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادتين: خزيمة بن ثابت.
وروى أبو معشر، عن محمد بن عمارة بن خزيمة، قال: ما زال جدي كافًّا سلاحه حتى قُتِلَ عمَّار، فسَلَّ سيفه، وقاتل حتى قتل.
(١) ترجمته في طبقات ابن سعد "٤/ ٣٧٨"، التاريخ الكبير "٣/ ترجمة ٧٠٤"، والجرح والتعديل "٣/ ترجمة ١٧٤٤"، وأسد الغابة "٢/ ١٣٣"، الإصابة "١/ ترجمة ٢٢٥١"، تهذيب التهذيب "٣/ ترجمة ٢٦٧"، خلاصة الخزرجي "١/ ترجمة ١٨٣٦". (٢) صحيح: أخرجه البخاري "٤٧٨٤".