قال علي بن المديني: قد كتبت كتب عبد الوارث عن ولده عبد الصمد، وأنا أشتهي أن أكتبها عن أبي معمر.
قلت: يقول علي مثل هذا القول، مع أنه قد لقي أيضا عبد الوارث، وسمع منه جملة أحاديث.
وقال أبو داود: بلغني عن علي، أنه قال: أبو معمر في عبد الوارث أحب إليَّ من عبد الوارث في رجاله.
ثم قال أبو داود: سمعت أبا معمر يقول ليحيى بن معين: شيخ كتب عني كتاب الحروف، قال: وكان الأرزي لا يحدث عن أبي معمر للقدر، يخافه عليه.
قال أبو داود: كان لا يتكلم فيه، وهو أثبت من عبد الصمد مرارًا.
قلت: يريد بالحروف حرف أبي عمرو بن العلاء، كان عبد الوارث قد تلا علي أبي عمرو، وجود، فأخذ ذلك عنه أبو معمر المقعد.
قال أحمد العجلي: أبو معمر: ثقة يرى القدر.
وقال أبو حاتم: صدوق، متقن، قوي الحديث، غير أنه لم يكن يحفظ، وكان له قدر عند أهل العلم.
وقال أبو زرعة: ثقة حافظ -يعني: أنه كان متقنًا، محررًا لكتبه.
وقال ابن خراش: صدوق، قدري.
قال البخاري، وغيره: مات سنة أربع وعشرين ومائتين.
قلت: إنما قدمته لقدم وفاته، ولا يقع لنا حديثه فيما علمت عاليًا، وهو عندي في "صحيح البخاري"، و"مسند الدارمي"، وحديثه في الكتب مع بدعته -نسأل الله التوفيق.
أخبرنا عبد الحافظ: أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا ابن البطي، أخبرنا علي بن أيوب، أخبرنا بن شاذان، أخبرنا ابن زياد القطان، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أبو معمر ومسدد، قالا: حدثنا عبد الوارث عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "المراء في القرآن كفر" (١).
(١) حسن: أخرجه أحمد "٢/ ٢٨٦ و ٤٢٤ و ٤٧٥ و ٥٠٣ و ٥٢٨"، وأبو داود "٤٦٠٣"، والحاكم "٢/ ٢٢٣"، وأبو نعيم في "الحلية" "٨/ ٢١٢ - ٢١٣"، وفي "أخبار أصبهان" "٢/ ١٢٣"، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، به، وقال الحاكم: صحيح، ووافقه الذهبي.
قلت: بل إسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة، صدوق كما قال الحافظ في "التقريب". فالإسناد به حسن.