فطر بن خليفة، عن أبيه، عن عمرو بن حريث، قال: مَرَّ النبي ﷺ بعبد الله بن جعفر وهو يلعب بالتراب، فقال: "اللهم بارك له في تجارته" (١).
قال الشعبي: كان ابن عمر إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر، قال: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (٢).
عن أبان بن تغلب، قال: ذكر لنا أنَّ عبد الله بن جعفر قَدِم على معاوية، وكانت له منه وفادة في كل سنة، يعطيه ألف ألف درهم، ويقضي له مائة حاجة.
قيل: إن أعرابيًّا قصد مروان، فقال: ما عندنا شيء، فعليك بعبد الله بن جعفر، فأتى الأعرابي عبد الله، فأنشأ يقول:
أبو جعفر من أهل بيت نبوة … صلاتهم للمسلمين طهور
أبا جعفر! ضن الأمير بماله … وأنت على ما في يدك أمير
أبا جعفر! يا ابن الشهيد الذي له … جناحان في أعلى الجنان يطير
أبا جعفر! ما مثلك اليوم أرتجي … فلا تتركني بالفلاوة أدور
فقال: يا أعرابي! سار الثقل، فعليك يالراحلة بما عليها، وإياك أن تخدع عن السيف، فإنى أخذته بألف دينار.
ويروى أن شاعرًا جاء إلى عبد الله بن جعفر، فأنشده:
رأيت أبا جعفر في المنام … كساني من الخز دراعه
شكوت إلى صاحبي أمرها … فقال: ستوتى بها الساعة
سيكسوكها الماجد الجعفري … ومن كفه الدهر نفاعه
ومن قال للجود: لا تعدني … فقال له: السمع والطاعة
فقال عبد الله لغلامه: أعطه جبتي الخز، ثم قال له: ويحك! كيف لم تر جبتى الوشى؟ اشتريتها بثلاث مائة دينار منسوجة بالذهب. فقال: أنام، فلعلي أراها. فضحك عبد الله، وقال: ادفعوها إليه.
قال أبو عبيدة: كان على قريش وأسد وكنانة يوم صفين عبد الله بن جعفر.
(١) ضعيف: فيه خليفة المخزومي الكوفي، مولى عمرو بن حريث، والد فطر، لين الحديث.
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٣٧٠٩".