عباس: إنَّ هذه الآية نزلت في ابن سلام، وثعلبة بن سعية، وأسد بن عبيد: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ﴾ (١)[آل عمران: ١١٣ - ١١٤].
مالك، عن سالم أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه: قال: ما سمعت رسول الله يقول لأحد: إنه من أهل الجنة إلَّا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾ [الأحقاف: ١٠](٢).
حماد: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله ﷺ قال: "يدخل من هذا الفجّ رجل من أهل الجنة"، فجاء ابن سلام (٣).
وجاء من غير وجه: أنه رأى رؤيا، فقصَّها على النبي ﷺ، فقال له:"تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى"(٤) إسنادها قوي.
قال ابن سعد: أخبرنا حماد بن عمرو، حدثنا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني، عن يزيد بن عميرة، أنه لما احتضر معاذ قعد يزيد عند رأسه يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: أبكي لما فاتني من العلم، قال: إن العلم كما هو لم يذهب، فاطلبه عند أربعة، فسمَّاهم، وفيهم: عبد الله بن سلام، الذي قال رسول الله ﷺ فيه:"هو عاشر عشرة في الجنة"(٥).
(١) ضعيف: أخرجه ابن جرير في "تفسيره" "٧٦٤٤" و "٧٦٤٥" من طريق ابن إسحاق، به. وإسناده ضعيف، آفته ابن إسحاق، وهو مدلّس، وقد عنعنه. (٢) صحيح: أخرجه أحمد "١/ ١٦٩"، والبخاري "٣٨١٢"، ومسلم "٢٤٨٣" من طريق مالك، عن أبي النضر سالم، به. (٣) حسن: أخرجه أحمد "١/ ١٦٩ و ١٨٣"، والبزار "٢٧١٢"، والحاكم "٣/ ٤١٦"، من طرق، عن حمَّاد ابن سلمة، به. قلت: إسناده حسن، عاصم بن بهدلة هو ابن أبي النجود الأسدي، صدوق، وحديثه في الصحيحين مقرون. (٤) صحيح: أخرجه البخاري "٧٠١٤" من طريق ابن عون، عن محمد بن سيرين، حدثنا قيس بن عبد، عن عبد الله بن سالم، قال: رأيت كأنِّي في روضة، ووسط الروضة عمود، في أعلى العمود عروة، فقيل لي: ارقه، قلت: لا أستطيع، فأتاني وصيف فرفع ثيابي فرقيت، فاستمسكت بالعروة، فانتبهت وأنا مستمسك بها، فقصصتها على النبي ﷺ، فقال: "تلك الروضة روضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة العروة الوثقى، لا تزال مستمسكًا بالإسلام حتى تموت". (٥) صحيح لغيره: وهذا إسناد ضعيف جدًّا، أخرجه ابن سعد "٢/ ٣٥٢ - ٣٥٣"، وآفته حمَّاد بن عمرو، وهو أبو إسماعيل النصيبي، قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" "٣/ ترجمة ٦٣٤" وقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث جدًّا. لكن الحديث يصح بالطريق الآتي.