هشام بن عروة، عن القاسم بن محمد: سمعت ابن الزبير يقول: ما رأيت امرأة قط أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف: أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه وأما أسماء فكانت لا تدخر شيئًا لغد.
قال مصعب بن سعد: فرض عمر للمهاجرات ألفًا ألفًا منهن أم عبد وأسماء.
هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر: أن أسماء كانت تمرض المرضة فتعتق كل مملوك لها.
قال الواقدي: كان سعيد بن المسيب من أعبر الناس للرؤيا أخذ ذلك، عن أسماء بنت أبي بكر وأخذت، عن أبيها.
معن بن عيسى: حدثنا شعيب بن طلحة، عن أبيه: قالت أسماء لابنها: يا بني عش كريمًا ومت كريمًا لا يأخذك القوم أسيرًا.
قال هشام بن عروة: كثر اللصوص بالمدينة فاتخذت أسماء خنجرًا زمن سعيد بن العاص: كانت تجعله تحت رأسها.
قال عروة: دخلت أنا وأخي قبل أن يقتل على أمنا بعشر ليال وهي وجعة فقال عبد الله: كيف تجدينك? قالت: وجعة. قال: إن في الموت لعافية. قالت: لعلك تشتهي موتي فلا تفعل وضحكت وقالت: والله ما أشتهي أن أموت حتى تأتي على أحد طرفيك: إما أن تقتل فأحتسبك وإما أن تظفر فتقر عيني. إياك أن تعرض على خطة فلا توافق فتقبلها كراهية الموت.
قال: وإنما عنى أخي أن يقتل فيحزنها ذلك.
وكانت بنت مائة سنة.
ابن عيينة: حدثنا أبو المحياة، عن أمه قال: لما قتل الحجاج ابن الزبير دخل على أسماء وقال لها: يا أمه إن أمير المؤمنين وصاني بك فهل لك من حاجة? قالت: لست لك بأم ولكني أم المصلوب على رأس الثنية وما لي من حاجة ولكن أحدثك: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "يخرج في ثفيف كذاب ومبير". فأما الكذاب فقد رأيناه -تعني المختار- وأما المبير فأنت (١).
(١) حسن: أخرجه مسلم "٢٥٤٥" من حديث ابن عمر عن أسماء مرفوعا بلفظ: "إن رسول الله ﷺ حدثنا "أن في ثقيف كذابا ومبيرا" فأما الكذاب فرأيناه. وأما المبير لا إخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها -أي الحجاج بن يوسف- قوله: "مبيرا": أي مهلكا. قوله "إخالك": بفتح الهمزة وكسرها، والكسر أشهر: أي أظنك.