لا تلمني في لزومي لبيتي ... إنّ عومي في الخرا لحماقه
قلت: وهذا الشعر بعد حضرم، فاذا نضج عاد عنبا هنيّا، وبسر فإذا أينع، صار رطبا جنيا./ وقد أودعت هذين البيتين في رسالتي التي سميتها «غالية السّكارى» ، اقترح عليّ انشاؤها بنيسابور في صفة أحوال أوحالها.
فقلت في بعض فصولها: ولم يزل يقرع سمعي ما بنيت عليه نيسابور من رهل «١»[١] التربة وابتلاع طينها رجل الماشي من الأخمص إلى الركبة، خسفا، وحاشا الوجوه بذكر قارون وبليّته [٢] ، والعياذ بالله منها، نعني القرون «٢» ووحلا بلغ منكب خائضه، فالتحفه، وأودع القلب مصحّفه «٣» ، ودجنا يزمّ في الهواء كلّ سارية كلفاء «٤» ، إذا حلّقت ألصقت بأشراف الكواكب سنامها، وإذا أسفّت علقت من آناف المثاعب «٥» زمامها.
[١] . في با وح: رمل. وفي ف ١: وحل. [٢] . في ح: وبلية.