• لا يخفى على المشتغلين بالتراث المخطوط أهمية السماعات والقراءات على الكتاب وقيمتها العلمية، إذ بإثباتها تتحقق عدة أمور جليلة، وبتفحص هذا السماع الذي بين أيدينا تتجلى فوائد عديدة، منها:
• أن هذا السماع الذي ذكر في أول الكتاب، يفيد أن مضمون ما جاء في مخطوط تلقيح العقول في فضائل الرسول ﷺ لأبي عبد الله التميمي، قد سمع في حلقة سماع على عالم له شهرته، وهو الإمام عفيف الدين أبي الفرج ابن أبي العز الواسطي، وهذا يزيد في الوثوق بصحة مادة ونص المخطوط.
• ويفيد أيضا هذا اهتمام الناس بالكتاب في عصر المؤلف وبعده.
• ومن أهمية ما أثبت في هذا السماع، أنه كالشهادة العلمية في كل عصر، وأنموذج من أنموذجات التثبت العلمي الذي كان يتبعه العلماء، لنقل مادة المخطوطة مصونة مضمومة محررة مضبوطة كما وصفها مؤلفها.
• توثيق النص المنقول والشهادة على نسبته إلى مؤلفه وصحته وسلامته، لا سيما أن هذا السماع قد شارك فيه حفاظ وأئمة بارزون.
• هذا السماع كذلك عبارة عن وثيقة صحيحة، تفيد في تتبع الحركة العلمية لعلماء القرنين السادس والسابع الهجريين، وما قرؤوه أو سمعوه من كتب.
• والسماع أيضا مصدر لبعض التراجم الإسلامية؛ إذ يتضمن أسماء أعلام قد لا يجد الباحث لهم ترجمة أو ذكرا في كتب التراجم المعروفة.
• ومما يفيده كذلك: التعرف على أحد أبرز مراكز العلم بالبلاد الإسلامية آنئذ، ألا وهي مدينة الموصل المحروسة، ويعطي فكرة عن حركة تنقل العلماء من مدن وبلدان مختلفة نحوها.