للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث السادس: تلاميذه]

لاشك أن دراسة مبحث تلاميذ شخصية علمية ما هو من الأهمية بمكان، فكثرة تلاميذ المترجم له وتعددهم وتفوقهم لا جرم يستدل به على حظوته ومكانته العلمية وإمامته، والحال هنا مع أبي عبد الله التميمي يختلف نوعا ما، فشح المعلومات عن شخصية الرجل سيكون لها الأثر السلبي في معرفة تلاميذه، ومع أن عصره كان يعج بطلبة العلم لاسيما ببلده البصرة، الذي ألف به الكتاب ورواه في المجالس، إلا أن السكوت عما سكتت عنه أو لم تأت به كتب التراجم أولى وآكد، ولعل الإشارة التي ذكرها ابن السمعاني في كتابه التحبير قد تفيد في هذا الباب، وهو من طبقة تلاميذ المصنف، قال وهو يصف مدينة البصرة زمن دخوله إليها: «فإني دخلت البصرة في زمان النهب والغارة، وكانت العرب قد استولت عليها، ونهبوا وقتلوا، فأقمت بها أربعة أيام، وكتبت عن طلحة هذا يعني أبا العز القساملي، وعن جابر بن محمد الأنصاري، ولم أكتب عن غيرهما لتفرق الناس وخروجهم إلى سواد العراق، وقلة مقامي بها» (١)، فقد يكون مترجمنا إذن ممن خرج إلى السواد، فلم يتيسر له عقد مجالس كافية للإملاء والتدريس، إذ شغلته ضرورة حفظ النفس والعرض والمال عن باقي الضروريات.

ومن خلال ما تيسر لي جمعه من مادة علمية سواء من هذا السفر الفريد، أو من مشيخة سراج الدين القزويني، تحصل لي تلميذان لا ثالث لهما لأبي عبد الله التميمي، وكلاهما روى عنه الكتاب، ورواية أحدهما تعضد الأخرى، وهما:


(١) التحبير في المعجم الكبير: (١/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>