من خلال ما تيسر لي من مادة علمية، لا يمكن الجزم بتاريخ محدد لوفاة الإمام أبي عبد الله التميمي، اللهم إلا جملة معطيات ومعلومات نسبية قد تكون دالة وهادية إلى تحديد الفترة التي توفى فيها مترجمنا على وجه العموم، فمن هذه المعطيات ما يلي:
• أن أقدم تاريخ لوفاة شيوخ المصنف ممن عرفت أحوالهم وأعيانهم هو عام ٤٧٠ هـ، ففي هذا التاريخ مات الإمام أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد المناديلي المعدل البصري، والإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد ابن حمدويه الرزاز المقرئ، والإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الأسدآباذي المحكمي، والإمام أبو القاسم علي بن محمد بن علي التيمي النيسابوري. وقد أخذ التميمي عن بعض هؤلاء المشايخ بالمدن التي رحل إليها، وهذا يدل على أن المصنف رحل قبل تاريخ ٤٧٠ هـ، وهو ما سبق الحديث عنه في مبحث رحلاته، ويفيد ذلك أن مولده سيكون في حدود منتصف القرن الهجري الخامس أو بعده بقليل.
• تشكل سنة ٥١١ هـ، آخر تاريخ سجلته كتب التراجم لوفاة أحد شيوخ المصنف وهو الإمام أبو زكرياء يحيى بن عبد الوهاب ابن منده الإصبهاني.
• أن تاريخ وفاة تلميذي المصنف هو ما بعد منتصف القرن السادس الهجري، فالإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عطية البصري توفي في حدود سنة ٥٥١ هـ، والإمام أبو منصور إسماعيل بن أبي تغلب الأغلاقي روى الكتاب كما جاء في النسخة الخطية عام ٥٥٦ هـ، بمعنى أنه مات بعد هذا التاريخ.
• كذلك من خلال تتبع سنوات وفيات أقران المصنف ممن عاشوا في زمانه وشاركوه في الأخذ عن المشايخ، يظهر أن أغلبهم توفي في نهاية الربع الأول وبداية ومنتصف الربع الثاني من القرن الهجري السادس، من أمثلتهم الإمام أبو نصر