إن انعدام المصادر التي ترجمت أو ذكرت أبا عبد الله التميمي، أدت لا محالة إلى شح بله انعدام معلومات وافية عنه، مما جعلني أستقي من هذا السفر الفريد، وكذا من مشيخة القزويني إشارات وقرائن دالة، لعلها تزيح بعض الغموض الذي يكتنف شخصية هذا العالم المنسي:
[المبحث الأول: اسمه وكنيته ونسبه]
هو الشيخ الإمام المسند المحدث الفقيه محمد بن محمد بن محمد التميمي البصري، يكنى أبا عبد الله، كذا ورد في سماع الكتاب وفي مقدمته، وهو ما أثبته القزويني في مشيخته (١).
نسبته التميمي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المكسورتين (٢)، وهذه النسبة إلى قبيلة تميم، وقد أجمع المؤرخون على أنها من أوسع القبائل العربية انتشارا وعددا، حتى قال عنها ابن حزم: إنها قاعدة من أكبر قواعد العرب (٣)، وتلقب بهامة مضر، وكاهل مضر، والكاهل الأشد (٤)، لذلك ترد لفظة تميم في كتب اللغة بمعنى: الصلابة والشدة (٥).
وخرجت من تميم قبائل وبطون عديدة، تميزوا على العموم بفصاحة رجالاتهم ومآثرهم، وهم قبيلة مضرية عدنانية النسب، ونسبهم إلى جدهم الأول: تميم بن مر ابن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويتصل نسبهم