[المبحث الثاني: توثيق نسبة الكتاب إلى أبي عبد الله التميمي]
لا شك في صحة نسبة هذا الكتاب إلى أبي عبد الله التميمي ﵀، والدليل على هذا من أوجه عديدة:
أولها: أن الإمام سراج الدين القزويني ذكره في مشيخته، قال: «وكتاب تلقيح العقول في شرف الرسول ﷺ، تأليف الشيخ الإمام الفقيه أبي عبد الله محمد بن محمد ابن محمد التميمي، رحمه الله تعالى"، ثم ساق إسناده إلى مؤلف الكتاب (١).
ثانيها: أن الإمام سراج الدين القزويني اشترط في مقدمة المشيخة، ألا يذكر فيها إلا ما اشتهر من المصنفات واشتهر مصنفوها، وعبارته: «وخرجت لكتب عينتها طرقا على قدر ملتمسه وحسب حاله، فسارت بها الركبان، واختلفت بأصحابها البلدان" (٢)، والقزويني حجة في قوله؛ إذ هو الحافظ الكبير محدث العراق ومسندها على حد تعبير ابن حجر، (٣) ويفيدنا ذلك أن الكتاب كان مشتهرا في زمن القزويني، أي خلال القرنين السابع والثامن الهجريين، وبناء عليه فلا جدال في نسبته إلى مؤلفه أبي عبد الله التميمي.
ثالثها: أن الكتاب رواه عن المؤلف رجلان أحدهما: أبو منصور ابن الأغلاقي، ولم أظفر بترجمته فيما رأيت من كتب التراجم، لكنه قد وصف في النسخة الخطية بالمشيخة والإمامة والصلاح، وهذه الأوصاف تدل على عدالته كحد أدنى، أما ضبطه وإتقانه وثقته فلا تفيدها هذه العبارات، لكننا تجاه رواية نص كتاب لا رواية حديث يتلقى بالأفواه والسماع، والكتب عادة ما تروى بالوجادة القائمة على معاينة الكتاب مشاهدة ونسخا وقراءة، والقاعدة المقررة في هذا الباب: «أنه