للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[المبحث الثاني: موطنه ومولده]

استوطن مترجمنا مدينة البصرة؛ إذ هي منشؤه وموطنه، فقد صرح التميمي في الكتاب بأخذه عن جملة من المشايخ البصريين، بلغ عددهم قرابة الثلاثين شيخا، ووصل عدد الروايات المسندة عنهم ما يربو على الستين ومائتي رواية.

كما أنه ذكر مدينة البصرة غير ما مرة حتى بلغت في الكتاب سبعة عشر، منها سبع مرات يصرح فيها بالأخذ عن شيوخ دخلوا البصرة قصد الدرس والتحصيل، كشيخيه أبي طاهر الخوارزمي القصاري، وأبي زكرياء يحيى ابن منده الأصبهاني، فتجده يقول: «قدم علينا بالبصرة»، ومنهم من دخلها مارا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، كشيخه أبي القاسم الصوفي النيسابوري، لذلك يقول: «قدم علينا حاجا بالبصرة».

ومن القرائن الدالة كذلك، أن راوي الكتاب وسامعه عن المؤلف عند القزويني في مشيخته، هو الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن عطية الشافعي، وهو التلميذ الوحيد للمصنف الذي سلم من جهالة الحال، وكان إمام الجامع بالبصرة، وتذكر المصادر أن الرواة أخذوا عنه بالبصرة، فإذا لا محالة أن أبا عبد الله التميمي بصري الموطن والأصل.

أما عن مولده، فلا يمكنني التجاسر والإقدام على الجزم بتحديد مكان محدد لولادته في غياب معلومات وافية عن ذلك، لكن يغلب على الظن أنه ازداد بالبصرة، في حدود منتصف القرن الخامس الهجري فما فوق.

ومدينة البصرة، بفتح الباء وسكون الصاد، وقد حكى فيها الخليل ثلاث لغات: بضم الباء وفتحها وكسرها (١)، وتعني في كلام العرب: الأرض الغليظة، وقيل: الأرض الطيبة الحمراء، وقيل غير ذلك (٢).


(١) تهذيب اللغة: (١٢/ ١٢٣ - ١٢٤)، الروض المعطار: (١٠٥).
(٢) الزاهر في معاني كلمات الناس: (٢/ ١٠٦)، مشارق الأنوار: (١/ ١١٦)، معجم البلدان: (١/ ٤٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>