الأسانيد، حتى إن بعض التراجم قد تستغرق مني أياما للوقوف عليها واجتناب الوقوع في الوهم، وقد زاد من كل ذلك صعوبة وجود بعض الأعلام في إسناده الذين أغفلهم أصحاب التراجم أيضا وعلى نسق واحد؛ لأن التعرف على أحدهم يتوقف على معرفة الآخرين، ولا سيما المتأخرين من البصريين وقليلي الرواية.
الخامس: اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسخة فريدة لا ثانية لها، ولا يخفى على كل من عانى مشقة التحقيق العلمي، أن النسخة الفريدة لا يفرح بها، ولا يؤمن معها التصحيف والتحريف والسقط، وهذه النسخة رغم أنها مقابلة ومصححة وعليها سماعات كبار أهل العلم، إلا أنها لم تخل مما ذكرت مع قلته، فتطلب مني الأمر جهدا ليس باليسير لتلافي ذلك من خلال الرجوع إلى العديد من المصادر الأخرى للاستئناس بها في المقارنة والتدقيق.
[خطة البحث]
سرت في خدمة هذا النص وفق الخطة الآتية:
مقدمة: بينت فيها أهمية الكتاب وأسباب اختياره للدراسة والتحقيق، مع ذكر الخطة والمنهج الذي سرت عليه.
ثم قسمت البحث إلى قسمين:
القسم الأول: مهدت له بنماذج مصورة من النسخة الخطية المعتمدة في التحقيق، ثم أوردت النص المحقق كتاب تلقيح العقول في فضائل الرسول ﷺ، وختمته بملحق لتراجم الرواة تيسيرا للوقوف عليهم.
أما القسم الثاني من البحث، فقد أفردته للدراسة والملاحق والفهارس.
عرفت في الدراسة بالإمام أبي عبد الله التميمي وكتابه تلقيح العقول في فضائل الرسول ﷺ، ومهدت له بتقديم عام عن مصادر ترجمة المؤلف، وعن المنهج الذي