١٠٩ - أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ببغداد، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الأكفاني سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصائغ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى ابن عمر بن علي بن حرب الطائي، قال: قال أبو جدي علي بن حرب، حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عمرو بن بكر، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح (١)، عن ابن عباس قال: لما ظهر ابن ذي يزن على الحبشة، أتته وفود العرب وشعراؤهم، تهنئه وتمتدحه، وتذكر ما كان من حسن بلائه، وأتاه فيمن أتاه وفد قريش، فيهم عبد المطلب بن هاشم، وأمية بن عبد شمس، وعبد الله بن جدعان في ناس من وجوه (٢) قريش، فقدموا عليه صنعاء، فإذا هو في رأس غمدان (٣)، وهو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت:
اشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا … في رأس غمدان دارا منك محلالا
فدخل عليه الآذن فأخبره بمكانهم، فأذن لهم، فدخلوا عليه وحوله الملوك وأبناؤها، فدنا عبد المطلب واستأذنه في الكلام، فقال: إن كنت ممن يتكلم عند الملوك، فقد أذنا لك، فقال عبد المطلب: إن الله تعالى أحلك أيها الملك محلا رفيعا، صعبا منيعا شامخا باذخا، وأنبتك منبتا طالت أرومته، وعزت جرثومته (٤)، وثبت أصله، وبسق فرعه في أكرم موطن وأطيب معدن،
(١) هو أبو صالح باذام مولى أم هانئ، ضعيف يرسل. (٢) أي أعيان وكبار قريش. (٣) غمدان: بضم وسكون الميم قصر كان بناحية صنعاء اليمن، وهو أحد عجائب بلاد العرب، وقيل: هو من بناء سليمان، وقيل أن الجامع الكبير بصنعاء قد بني على أنقاض هذا القصر. معجم ما استعجم: (٣/ ١٠٠٢)، معجم البلدان: (٤/ ٢١٠)، النهاية في غريب الأثر: (٣/ ٣٨٣) مادة (غمد). (٤) الأرومة والجرثومة: أصل النسب ومجتمعه. وكذلك المنصب والمتحد والعنصر، ومنه الحديث: الأزد جرثومة العرب فمن أضل نسبه فليأتهم. غريب الحديث لابن سلام: (١/ ٦٤)، فقه اللغة: (ص ١٨).