روى التميمي عن العديد من المشايخ سواء ببلده البصرة أو بالمدن التي زارها، وقد بلغ مجموعهم من خلال الكتاب ثمانون شيخا، تجمعهم مختلف المذاهب الفقهية السنية، وهو عدد لا بأس به، أسهم بشكل أو بآخر في صقل ذهن الرجل، وفي تعدد معارفه وعلومه، إذ لا ريب أنه بكثرة الشيوخ وبتعدد مذاهبهم وتخصصاتهم، تكثر معارف التلميذ وتتعدد مداركه وعلومه، والمتتبع لتراجم شيوخ المؤلف يلحظ أن أغلبهم من بغداد معروفة أعيانهم، مشهورة أخبارهم وأحوالهم؛ إذ أن العناية التي حظيت بها مدينة السلام لا سيما معرفة رجالها، لم تحظ به أي مدينة أخرى رغم ما مر ويمر على هذه المدينة العامرة من نوائب الدهر، ويليهم في المرتبة الثانية شيوخ البصرة، وأكثرهم ممن لم أقف له على ترجمة أو ذكر، ولا غرو في ذلك؛ فالمطلع على تاريخ البصرة وما شهدته من فتن وقلاقل، وكذا ما بسطت قوله في تمهيدي لترجمة المؤلف، يجعل الجهالة بأحوالهم أمرا معتادا في تلك الأزمنة الغابرة، وبعد شيوخ البصرة يأتي مشايخ أصفهان في المرتبة الثالثة، ثم يليهم بقية المشايخ في مختلف المدن السالفة الذكر: واسط، فنيسابور، ثم ساوة، فأسداباذ، وأذكر فيما يأتي شيوخ التميمي مرتبين على حروف المعجم، مع ذكر مجموع روايات الرجل عن كل شيخ في الكتاب، حتى يظهر للقارئ الكريم أكثر المشايخ ملازمة له دون غيره، ويستطيع الإلمام بطرف من المعارف عن كبار المسندين في عصره، وهؤلاء المشايخ هم: