صرح الإمام التميمي في مقدمته بالمعالم العامة لمنهجه في الكتاب، فقال بعد أن سرد جملة من الأمور التي خص الله بها نبينا محمدا ﷺ وفضله بها على سائر الخلق:«ما دل بمجموعه على إثبات نبوته، وصدق مقالته، وتفضيله على جميع الخلائق والأنام، وتمييزه على سائر ولد آدم ﵇، مفصل في كتابي هذا، ما أذكر جملته من: ذكر معجزاته، ودلائل نبوته وآياته، وكرم خلائقه وخلاله، وحسن مساعيه وأفعاله، وعز مناقبه، وعلو مراتبه، وارتفاع درجته، وعظيم م لته، وجعلته على وجوه الدلائل مرتبا، وفي أجناسها منوعا، مبوبا»(١).
وبالنظر في هذا التمهيد وصنيع المصنف في كتابه، يمكن أن نستخلص العناصر المنهجية الآتية:
• افتتح التميمي الكتاب بمقدمة مهد فيها للمقصود، وجمع جملة من الأخبار والمرويات المسندة في فضائل رسول الله ﷺ، ورتبها ترتيبا موضوعيا على وجوه الدلائل، ونوعها وبوبها على شاكلة أجناس المصنفات في الدلائل، من قبيل كتب الشمائل والخصائص، فاستهل الكتاب بأحاديث في دلائله ﷺ، ثم أتبعها بشمائله ﷺ، وتلتها أحاديث في شرفه ﷺ وشرف أمته، وختم الكتاب بأبواب متفرقة في فضائله ﷺ وهي بدورها مضمنة في كتب الخصائص.
قسم الكتاب إلى أربعة وثلاثين بابا بمجموع واحد وثمانين وخمسمائة رواية، ويظهر فقه التميمي جليا فيما وضعه من تراجم أبواب الكتاب، تتناسب مع الأحاديث الواردة فيه، وتنطبق بمجموعها مع العنوان الذي وسم به الكتاب، وقد حظيت الشمائل بالنصيب الأوفر من مرويات الكتاب، فبلغت ثمانية وسبعين ومائتي رواية، ثم تليها مرويات الدلائل بخمسين ومائة رواية، ثم يتلوها بعد ذلك