للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وبالجملة فهذا السماع خير دليل على صحة ما جاء في الكتاب، وقدمه، وضبطه، وتاريخه، وأعلامه.

ولعل القارئ لهذا السماع يستنبط إشارات مهمة، تتعلق بالنسخ الخطية لكتاب تلقيح العقول، فمع أننا لا نملك سوى نسخة خطية فريدة جادت علينا بها الأقدار، إلا أن مجلس السماع يفيد احتمال وجود أكثر من نسخة للكتاب، ويتجلى هذا من خلال ما يأتي:

• أن الإمام أبا سالم محمد بن طلحة النصيبي كان يقرأ من نسخة كانت بين يديه، وغالبا ما ستكون نسخته الخاصة به.

• والشيخ عفيف الدين أبا الفرج ابن أبي العز الواسطي المقروء عليه، ربما كانت تحت نظره نسخة أخرى للتصحيح والمقابلة.

• والحاضرون كذلك قد لا يخلوا أحدهم من نسخة، لا سيما أن فيهم الوزير نفيس الدين أبا الفتح الخزري، وأبناءه.

• ومما كتب على ظهر السماع في الهامش الأيسر: «نقله وقرأه محمد بن خالد بن عمار الحبلي»، وهو من جملة الرواة عن ابن أبي العز الواسطي، ولا شك أنه نقل الكتاب من نسخة أخرى، فعند نسخه كانت ثمة على أقل تقدير نسختان.

• يضاف إلى هذا أيضا الرواية الأخرى للكتاب التي نص عليها سراج الدين القزويني في مشيخته، وعامل اشتهار الكتاب في زمنه، فلا جرم إذن أن الإمام القزويني أو أحد الرواة الواردين في سنده للكتاب امتلكوا نسخة أو نسخا من الكتاب.

فلعل الأقدار تجود علينا بإحدى هذه النسخ الخطية، لتكون معضدة ومكملة ومبينة ما أشكل في هذه النسخة الفريدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>