للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد ترجح لي فيما تقدم ذكره، أن ناسخ الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن خالد ابن عمار الحبلي الموصلي، الذي سبق لي ترجمته في مبحث التعريف بالرواة المذكورين في السماع، وهو من رواة كتاب تلقيح العقول عن ابن أبي العز الواسطي المقرئ، ويبدو أنه نسخها كما هو مقيد في آخر الكتاب في غرة ذي الحجة سنة ست وست مئة أو قبلها، وما يؤكد نسخ الكتاب في هذا التاريخ ما قرره محمد بن طلحة بخطه في ذيل الكتاب: «بلغت القراءة على الشيخ عفيف الدين تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست وست مئة، ولله الحمد والمنة، كتبه محمد بن طلحة غفر الله له».

ويمكن من خلال ما تيسر لي من معطيات أولية أن أقدم تاريخا افتراضيا لهذه النسخة، فالملاحظ أن الأسماء المذكورة في سماع الكتاب، إذا ما استثنينا المؤلف وتلميذه، جميعها أعلام موصلية، سمعوا الكتاب بالموصل وعلى عالم موصلي، وذلك في مجالس آخرها يوم تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست وست مئة، ثم مر ما ينيف على خمس قرون فصارت في ملك أبي بكر ابن رستم بن أحمد بن محمود الشرواني (١) التركي (ت بعد ١١٣٥ هـ)، وفق قيد تملك ورد في الهامش الأيمن من السماع المثبت على المخطوطة، ومعلوم أن البلاد الإسلامية منذ سنة ٩٤١ هـ كانت خاضعة للخلافة العثمانية، ثم انتقلت أخيرا من ملكيته إلى حوزة مكتبة الدولة ببرلين، ولا يخفى على أحد من الدارسين مدى اهتمام المستشرقين الألمان أكثر من غيرهم بالتراث العربي والإسلامي، وبفضل جهودهم الحثيثة وسعيهم في جمع المخطوطات أصبح القسم الشرقي في مكتبة الدولة لوحده يضم ما يقرب من ١٣ ألف وثيقة ومخطوطة أصلية.


(١) الشرواني نسبة إلى مدينة شروان الواقعة نواحي باب الأبواب الذي تسميه الفرس: الدربند، بناها أنو شروان فسميت باسمه، وقيل: هي ولاية قصبتها شماخي قرب بحر قزوين، وتقع ولاية شروان في الجنوب الشرقي من القوقاس، نواحي أرمينية، أي أذربيجان المعاصرة، ونسب إليها جماعة من أهل العلم، وقيل إن قصة موسى والخضر كانت بها. معجم البلدان: (٣/ ٣٣٩)، آثار البلاد وأخبار العباد: (٦٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>