للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي سنة ٤٥٥ هـ توفي طغرل بك، فتولى الملك ابن أخيه ألب أرسلان (١)، ثم تولى الملك بعده ابنه ملكشاه في سنة ٤٦٥ هـ، وفي أيامه توفي الخليفة القائم بأمر الله سنة ٤٦٧ هـ، وبويع بالخلافة للمقتدي بأمر الله، فأعطيت البصرة بالضمان في أيام ملكشاه إلى ابن علانة اليهودي سنة ٤٦٩ هـ، فبادر هذا الأخير إلى جباية الأعشار والرسوم والضرائب من البصرة وعمالها نحو ثلاث سنوات، حتى حصل له نفوذ عظيم وشهرة وسطوة ما عليها مزيد، إلى أن توفي سنة ٤٧١ هـ.

على إثر موت ابن علانة اليهودي، أعطيت البصرة بالضمان إلى خمارتكين التركي في أوائل سنة ٤٧٢ هـ، على أن يدفع إلى خزينة الدولة السلجوقية ١٠٠ ألف دينار و ١٠٠ حصان.

وفي سنة ٤٧٥ هـ أعطيت البصرة بالضمان إلى العميد بن عصمة، فلما قامت الحروب بين السلجوقيين وضعفت الدولة طمع الأعراب بالبصرة، فغزاها بنو عامر وعربان الأحساء في عشرة آلاف فارس، فقاومهم والي البصرة أشد المقاومة، لكن لما علم أن لا طاقة له بهم، ترك المدينة وفر منسحبا إلى نهر معقل، ولما علم البصريون انسحابه تركوا أوطانهم وذهبوا إلى بلاد أخرى، فدخل الأعراب المدينة فعاثوا فيها من قتل وسبي ونهب وتخريب وإحراق وفساد، بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ومن جملة ما أحرقوا مخزن الكتب التي أوقفها الوزير أبو منصور بن شاه مردان، وكان فيه على ما يروى عشرات الألوف من الكتب الثمينة، وخزانة الكتب التي أوقفها أبو الفرج بن أبي البقاء، وكان فيها على ما قيل خمسون ألف كتاب، وخربوا أوقاف البصرة وما إلى ذلك.


(١) ألب أرسلان: السلطان عضد الدولة، أبو شجاع، محمد الملقب بالملك العادل بن جغري بك ابن سلجوق، ثاني ملوك السلاجقة، هو أول من أسلم من إخوته، وأول من لقب بالسلطان من بني سلجوق، تولى بعد عمه طغرل بك، وكان ملكا مطاعا شجاعا، قتل سنة ٤٦٥ هـ. الكامل: (٨/ ١١٢)، النجوم الزاهرة: (٥/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>