للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

على الخليفة وسجنه سنة ٤٥٠ هـ، إلا أن الخليفة كتب أثناء القتال إلى طغرل بك والذي كان بالري، يستنجده ويستنهضه للقدوم إليه، فكان له ما أراد سنة ٤٤٧ هـ، واستطاع بعد مضي أربع سنوات من الأحداث أن يقتل البساسيري، وأن يعيد القائم بأمر الله إلى بغداد في موكب مشهود (١).

وكان لانتصار طغرل بك السلجوقي (٢)، أن دانت له المدن العراقية الخاضعة شكليا للخلافة العباسية على عهد القائم بأمر الله، بما في ذلك مدينة البصرة موضع الدراسة، والتي ظلت مع بقية بلاد العراق وفارس خاضعة لسلطة الدولة البويهية منذ سنة ٣٣٤ هـ، إلى أن انقرضت هذه الدولة وقامت على أنقاضها الدولة السلجوقية في سنة ٤٤٧ هـ والتي يرجع إليها الفضل في تجديد قوة الإسلام، وإعادة تكوين وحدته السياسية (٣)، وقد شهدت البصرة عبر تاريخها الطويل منذ تأسيسها حتى خرابها فتنا وقلاقل يشيب لهولها الولدان، فما أن تنقضي فتنة حتى تتبعها أخرى أشد منها وأنكي.

وكان من نتائج هذا الانتصار إذن أن دخلت البصرة في ضمان الأمير التركي السلجوقي هزاراب بن عياض، الذي ولي على البصرة عام ٤٤٧ هـ بعد أن كان عليها الملك الرحيم من آل بويه، على أن يؤدي في كل سنة ٣٦٠ ألف دينار، وبقيت البصرة وتوابعها تحت سيطرته إلى غاية سنة ٤٥١ هـ، فوجهت ولاية البصرة بالضمان إلى أبي سعد سابور بن مظفر الأعز، وفي أيامه ثارت القبائل النازلة بين البصرة وواسط على حكومته، فأخضعهم بالسيف، وقتل منهم ما ينيف على سبعة آلاف.


(١) تاريخ الخلفاء: (٣٠٧ - ٣٠٨).
(٢) طغرل بك: اسمه محمد بن ميكائيل بن سلجوق، شجاع مقدام حليم، أول ملوك الدولة السلجوقية، هو الذي قتل البساسيري ورد الخليفة القائم بأمر الله إلى بغداد بعد أن أخرجه البساسيري منها، وأعاد الخطبة باسمه، وهو الذي أزال ملك بني بويه من العراق، توفي سنة ٤٥٥ هـ. وفيات الأعيان: (٦٣ - ٦٨/ ٥)، النجوم الزاهرة: (٧٣/ ٥).
(٣) تاريخ الإسلام الحسن إبراهيم: (٤/ ٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>