محمد ليأكله، فقال رسول الله ﷺ: فنزلت فضربت بيدي، فاستنطق الجدي واستوى على أربع قائما، وقال: يا محمد لا تأكل مني فإني مسموم»، فقالت اليهود: صدقت يا محمد، هذا أكبر من ذلك، قالوا: هذه خمس، بقيت واحدة ونقوم، قالوا: سليمان خير منك، فقال رسول الله ﷺ:«ولم»؟ قالت: لأن الله سخر له الشياطين، والجن، والإنس، والرياح، وعلمه كلام الطير والهوام، فقال رسول الله ﷺ:«لقد أعطيت أفضل منه»، قالوا: وما ذاك؟ قال رسول الله ﷺ:«لإن كان الله ﷿ سخر له الشياطين، والجن والإنس، والرياح، فقد سخر الله ﷿ لي البراق، خير من الدنيا بحذافيرها، وهي دابة من دواب الجنة، وجهه كوجه آدمي، وحوافره كحوافر الخيل، وذنبه كذنب البقر، فوق الحمار ودون البغل، سرجه من ياقوت أحمر، وركابه من در أبيض، مزموم ألف زمام من الذهب، له جناحان مكللان بالدر والياقوت مكتوب بين عيناه: لا إله إلا الله محمد رسول الله»، فقالت اليهود: صدقت يا محمد، هذا مكتوب في التوراة، هذا أكبر من ذلك، وقالت اليهود: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنك محمد عبده ورسوله (١).
٤٦٣ - أخبرنا أبو محمد أحمد بن علي بن أبي عثمان المقرئ ببغداد، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي، قال: حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا الحسن بن مكرم، قال: حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي،
(١) أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات: (٢١١/ ١ - ٢١٣) عن سعيد بن أحمد بن البنا عن أبي نصر الزينبي عن ابن زنبور الكاغدي به، وقال: «هذا حديث لا نشك في وضعه، فما أجهل واضعه وما أرك لفظه وأبرده، ولولا أني أتهم به غلام خليل، فإنه عامي كذاب لقلت إن واضعه قصد شين الإسلام بهذا الحديث، وفي إسناده محمد بن جابر، قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أحمد بن حنبل: لا يحدث عنه إلا من هو شر منه، وما كان مثل ذلك يبلغ به الجهل إلى وضع مثل هذا، وما هو إلا من عمل غلام خليل»، وأخرجه قوام السنة في دلائل النبوة: (١٦٤ - ١٦٦/ ح ٢٠١) بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس به، وفي إسناده الحسن بن كليب بن المعلى وهو ضعيف. وإسناد المصنف موضوع، فيه أبو عبد الله غلام الخليل وهو متروك يضع الحديث، وفيه علي بن حماد البزاز وهو متروك الحديث، وفيه أيضا محمد بن زنبور الكاغدي وهو ضعيف، وفيه محمد بن السري التمار وقد أنكروا عليه، وفيه محمد بن جابر اليمامي وهو صدوق مختلف فيه وقد ضعف.