للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بي إلى السماء السابعة، وجاوزت سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى، حتى تعلقت بساق العرش، وقال مرة أخرى: بستر العرش، ونودي من فوق: يا محمد، إني أنا الله لا إله إلا أنا، ورأيت ربي ﷿ بقلبي، فهذا أفضل من ذلك؟ فقالت اليهود: صدقت يا محمد، وهذا مكتوب في التوراة، فقالوا: هاتان اثنتان، قالوا: ونوح خير منك، فقال رسول الله : «ولم»؟ قالوا: لأن سفينته استوت على الجودي، فقال رسول الله : «لقد أعطيت أفضل منه»، قالوا: وما ذاك؟ قال: «إن الله تعالى يقول: ﴿إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر﴾ (١)، فالكوثر نهر في الجنة، أو في السماء السابعة، مجراه من تحت العرش، عليه ألف ألف قصر من فضة، والآجر من ذهب، حشيشه الزعفران، ورضراضه الدر والياقوت، وترابه المسك الأبيض لي ولأمتي»، قالت اليهود: صدقت يا محمد، هو مكتوب في التوراة، قالوا: هذه ثلاثة، قالوا: إبراهيم خير منك، فقال رسول الله : «ولم»؟ قالوا: لأن الله تعالى اتخذه خليلا، فقال رسول الله : «إبراهيم خليل الله، وأنا حبيبه»، وقال رسول الله : «تدرون لأي شيء سميت محمدا؛ لأنه اشتق اسمي من اسمه، هو الحمد وأنا محمد، وأمتي الحمادون»، فقالت اليهود: صدقت يا محمد، هذا أكبر من ذلك، فقالت اليهود: هذه أربعة، وقالت اليهود: عيسى خير منك، فقال رسول الله : «ولم»؟ قالوا: لأن عيسى صعد ذات يوم عقبة بيت المقدس، فجاءت الشياطين لتحمله، فأمر الله جبريل فضرب بجناحه اليمين وجوههم، فألقاهم في النار، فقال رسول الله : «فقد أعطيت خيرا منه، انقلبت من قتال المشركين يوم بدر وأنا جائع شديد الجوع، فلما انصرفنا استقبلتني امرأة يهودية وعلى رأسها جفنة، وفي الجفنة جدي مشوي، وفي كمها سكر، فقالت: يا محمد الحمد لله الذي سلمك، ولقد كنت نذرت الله نذرا، لإن انقلبت سالما من هذا الغزو لأذبحن هذا الجدي، ولأشوينه ولأحملنه إلى


(١) سورة الكوثر: الآيتين ١ - ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>