حدثني جدي، قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا يسار (١)، عن أشعث بن أبي الشعثاء، حدثني شيخ من بني كنانة (٢)، قال: رأيت رسول الله ﷺ بسوق ذي المجاز، وهو يقول:«يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا»، وأبو جهل لعنه الله خلفه يحثي عليه التراب، يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم، وإنما يريد أن تتركوا آلهتكم، وتتركوا اللات والعزى، وما يلتفت إليه رسول الله ﷺ، قلنا: انعت لنا رسول الله ﷺ؟ قال: بين بردين أحمرين، مربوع، كثير اللحم، حسن الوجه، شديد سواد الشعر، أبيض شديد البياض، سابغ الشعر (٣).
٣٤٩ - وبه حدثنا البغوي، حدثني أحمد بن منصور، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا عبد الغفار بن إسماعيل، قال: حدثنا [وليد] بن عبد الرحمن الجرشي (٤)، حدثني الحارث بن الحارث [الغامدي](٥)، قال: قلت لأبي: يا أبة هذه الجماعة، فقال: هؤلاء قد اجتمعوا على صابئ لهم، فأشرفنا، فإذا رسول الله ﷺ يدعوا الناس إلى توحيد الله ﷿ والإيمان به، وهم يردون عليه قوله، ويؤذونه، حتى ارتفع النهار وانصدع الناس عنه، إذ أقبلت امرأة قد بدا نحرها، تسعى تحمل قدحا ومنديلا، فناولته، فشرب وتوضأ، ثم رفع رأسه إليها،
(١) كذا في الأصل، ولم أقف على ترجمته، وفي مصادر الخبر باسم: شيبان بن عبد الرحمن النحوي التميمي، وهو ثقة. (٢) شيخ من بني مالك بن كنانة، مبهم، وجهالته لا تضر. (٣) أخرجه ابن إسحاق في السيرة النبوية: (٤/ ٢١٤)، وخيثمة الأطرابلسي في حديثه: (١٩١)، وأحمد في المسند: (٤/ ٦٣/ ١٦٦٥٤)، و (٥/ ٣٧١، ٣/ ٢٣١٩٩، ٢٣٢٤٠)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة: (٦/ ٣١١٠/ ح ٧١٧٥ - ٧١٧٦)، والبيهقي في دلائل النبوة: (٢/ ١٨٦)، والخطيب في تاريخ بغداد: (٤/ ٢٦٣)، وذكره ابن طاهر المقدسي في أطراف الغرائب والأفراد: (٤/ ٣٤٩/ ح ٤٤٤٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق: (٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦)، وابن الأثير في أسد الغابة: (٦/ ٤٢٧) جميعهم من طرق عن أشعث بن أبي الشعثاء عن شيخ من بني كنانة به. وإسناد المصنف حسن بمتابعاته. والحديث صحيح بطرقه ومتابعاته. (٤) في الأصل: «واقد بن عبد الرحمن»، والصواب كما في المصادر: وليد بن عبد الرحمن الجرشي، ثقة. (٥) في الأصل: «الغمادي»، والصواب: الغامدي، وقيل العائذي، وهو أبو المخارق الأزدي، صحابي.