للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

فحملته إلى أمه، فأخذته، فجئت به إلى منزلي، وكان له ابنان كانا يسهران عامة الليل من الجوع، فلما ألقيت رسول الله على ثدي، أقبل عليه بما يعني حتى روي هو وأخواه، ونام فقام زوجي بالليل إلى شارف (١) كانت معنا، والله ما أن تبض بقطرة، فوقعت يده على ضرعها، فحلب في إناءين، فقال: والله يا بنت أبي ذؤيب إني لأحسب هذه النسمة التي أخذتها مباركة، وأخبرني بخبر الشارف، وأخبرته بخبر ثديي وما رأيت منها، فخرجت إلى بلادنا وكنت على أتان لي فتي والله ما أن يلحق الحمر ضعفا، فلما صرنا عليها، جعلت تتقدمهن حتى يصحن لي: يا بنت أبي ذؤيب قطعت بنا والله، إن لركابك هذه لشأنا، فلم نزل كذلك نعرف البركة، حتى إذا كان راعينا ليصدر بالشاء ويغدوا رعاء قومنا، فتروح أغنامنا حفلا، وتروح أغنامهم لا تبض بقطرة، فيقلن لرعاتهم ارعوا حيث يرعى راعي بنت أبي ذؤيب، وكان نبي الله كذلك لا نعرفه إلا بالبركة، فبينا هو ذات يوم في ظهر بيوتنا في بهم لنا، خرج هو وأخوه يلعبان، فجاء أخوه، فقال: ذاك أخي القرشي قد قتل، وخرجت وأبوه نبتدره، فتلقانا منتقع اللون، فجعلت أضمه ل مرة، وأبوه مرة، ويقول: ما شأنك؟ فيقول: «لا أدري، إلا أنه أتاني رجلان فشقا بطني، فجعلا يشرطانه»، قالت: فقال أبوه مالي أرى هذا الغلام إلا قد أصيب، فبادري أهله قبل أن يزداد شأنه عندنا، فلم يكن لي همة حتى قدمت مكة، فجئت به إلى أمه، فقلت: فاقبليه، فقالت: مالك زاهدة فيه، وقد كنت تسأليني أن أتركه عندك، فلعلك خفت عليه الشيطان، إن ابني هذا معصوم من الشيطان، أو نحو هذا، ألا أحدثك عني وعن ابني؟ رأيت حين ولدته كأن نورا سطع مني أضاءت منه


(١) الشارف: هو المسن الكبير من النوق. مشارق الأنوار: (٢/ ٢٤٨) مادة (شرف)، لسان العرب: (٩/ ١٧٣) مادة (شرف).

<<  <  ج: ص:  >  >>