بريدة: الحمد لله الذي أسلمت بنو سهم طائعين غير مكرهين (١).
١٠٣ - أخبرنا أبو المعالي خيرون بن عبد الملك ببغداد، قال: حدثنا الحسن بن علي الواعظ، قال: حدثنا أحمد بن جعفر، قال: حدثنا أبو مسلم الكسي، قال: حدثنا أبو عمر الضرير (٢)، قال: أخبرنا زياد بن عبد الله العامري، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الجهم [بن أبي الجهم](٣) مولى الحارث بن حاطب، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عن حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية من بني سعد بن بكر.
قال أبو عمر: وهي أم نبي الله ﷺ التي أرضعته وحملته.
قالت: أصابتنا سنة، فلم يبق لنا شيء، فخرجنا في نسوة من بني سعد بن بكر إلى مكة نلتمس بها الرضعاء، فلما دخلنا مكة، لم يبق منا امرأة إلا عرض عليها نبي الله ﷺ، فتأباه، وتقول: يتيم، وإنما كان الظور (٤) يرجون الخير من قبل الآباء، فيقولون: وما عسى أن تصنع أمه؟ فعرض علي فأبيته، فلم يبق منهم امرأة إلا أخذت مرضعا غيري، وحضر خروجهن إلى بلادهن، فقلت لزوجي: لو أخذت ذا الغلام اليتيم كان أمثل من أن نرجع بغير رضيع،
(١) أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ (السفر الثاني): (١/ ١٠٣/ ح ١٦٠)، والبغوي في معجم الصحابة: (١/ ٣٤٠ - ٣٨٠/ ح ٢١٦)، وابن عدي في الكامل: (١/ ٤١٠)، وأبي الشيخ في أخلاق النبي: (٤/ ٦٥/ ح ٧٨٨)، والخطابي في غريب الحديث: (١/ ١٨٠)، وابن عبد البر في الاستذكار: (٨/ ٥١٤)، وفي الاستيعاب: (١/ ١٨٥ - ١٨٦)، وفي التمهيد: (٢٤/ ٧٣)، والبغوي في الأنوار: (٢/ ٧٠٩ - ٧١٠/ ح ١١٣٢)، وأبو موسى المديني في اللطائف من علوم المعارف: (٣٧٣/ ح ٧٤٢) جميعهم من طرق عن الحسين بن حريث عن أوس بن عبد الله به، وأخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ (السفر الثاني): (١/ ٩٧/ ح ٢٤٥)، وابن الجوزي في المنتظم: (٣/ ٥٦ - ٥٧) بإسنادهما عن الحسين بن واقد عن ابن بريدة به. وإسناد المصنف ضعيف جدا، فيه أوس بن عبد الله المروزي وهو متروك الحديث. والحديث ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة: (٩/ ١١٢ - ١١٤/ ح ٤١١٢) وقال: «ضعيف جدا». (٢) هو أبو عمر حفص بن عمر الضرير الأكبر البصري، صدوق عالم. (٣) في الأصل: «الجهم بن الجهم»، والصواب: الجهم بن أبي الجهم عبد الرحمن بن موهب أبو بكر مولى الحارث بن حاطب القرشي. (٤) كذا في الأصل، مفرده ظئر للمذكر والمؤنث، ويجمع على ظئار، وهي: المرأة التي ترضع الصبي لغيرها وتربيه. العين: (٨/ ١٦٧)، مشارق الأنوار: (١/ ٣٢٧) مادة (ظأر).