والمراد بالنور هاهنا القرآن. وإنّما سمّي نورا لأنّ به يهتدى في ظلم الكفر والضلال، كما يهتدى بالنور الساطع، والشهاب اللامع. وضياء القرآن أشرف من ضياء الأنوار، لأن القرآن يعشو إليه القلب، والنور يعشو إليه الطّرف.
وقوله سبحانه: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ [الآية ٩] . فذكر التغابن هاهنا مجاز، والمراد به، والله أعلم، تشبيه المؤمنين والكافرين بالمتعاقدين والمتبايعين فكأنّ المؤمنين ابتاعوا دار الثواب، وكأنّ الكافرين اعتاضوا منها دار العقاب، فتفاوتوا في الصّفقة، وتغابنوا في البيعة، فكان الربح مع المؤمنين، والخسران مع الكافرين.
وليس في السورة التي يذكر فيها «الطلاق»«٢» شيء من الغرض الذي نقصده في هذا الكتاب.
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي، تحقيق محمد عبد الغني حسن، دار مكتبة الحياة، بيروت، غير مؤرّخ. (٢) . يرى المؤلّف أن سورة الطلاق ليس فيها شيء من مجازات القرآن.