تشابههما في المطلع والمقطع، فإنّ في مطلع كلّ منهما صفة حال المتّقين بقوله تعالى في الآيات ١٥- ١٧ من سورة الذاريات: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ، الآيات. وفي مقطع كل منهما صفة حال الكفّار، بقوله في تلك: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا [الذاريات:
٦٠] . وفي هذه: فَالَّذِينَ كَفَرُوا [الآية ٤٢]«٢» .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٩٨ هـ: ١٩٧٨ م. (٢) . ومن المناسبة بين الطور والذاريات أنه تعالى ذكر تكذيب الكافرين، وردّ عليهم بإيجاز في الذاريات بقوله سبحانه: كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (٥٢) وما بعدها. ثم فصّل ذلك في الطور من قوله جل وعلا: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (٢٩) الى آخر السورة.