وقوله تعالى: بَشِيراً وَنَذِيراً [الآية ٤] حين شغل عنه. وإن شئت جعلته نصبا على المدح، كأنه حينما أقبل سبحانه على مدحه فقال:«ذكرنا قرآنا عربيّا بشيرا ونذيرا» أو «ذكرناه قرآنا عربيّا» وكان فيما مضى من ذكره دليل على ما أضمر، وقال تعالى: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [الآية ٥] معناه، والله أعلم، «وبيننا وبينك حجاب» ، ولكن دخلت «من» للتوكيد «٢» .
وأمّا نصب سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) فبجعله مصدرا كأنه قال «استواء»«٣» وقد قرئ بالجرّ «٤» وجعل اسما للمستويات أي: في أربعة أيّام تامّة.
وأما قوله تعالى: خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ [الآية ٩] ثم قال: أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ [الآية ١٠] فإنما يعني أن هذا مع الأول،
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب، بيروت، غير مؤرّخ. (٢) . نقله في زاد المسير ٧/ ٢٤١. (٣) . النصب قراءة عاصم وحمزة كما في معاني القرآن ٣/ ١٢ وفي الطبري ٢٤/ ٩٨ الى عامة قراء الأمصار، إلّا أبا جعفر، والحسن البصري، وأبا جعفر القارئ، وفي البحر ٧/ ٤٨٦. (٤) . في معاني القرآن ٣/ ١٢ نسبت الى الحسن، وفي الطبري ٢٤/ ٩٨ كذلك، وزاد في الجامع ١٥/ ٣٤٣ يعقوب الحضرمي، وفي البحر ٧/ ٤٨٦ زاد زيد بن علي، وابن أبي إسحاق، وعمرو بن عبيد وعيسى.