أقول: ظهر لي وجه اتّصالها بما قبلها، وهو أن تلك لمّا ختمت بقوله تعالى: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ [الأحزاب: ٧٣] ، افتتحت هذه بأن له ما في السماوات وما في الأرض «٢» . وهذا الوصف لائق بذلك الحكم، فإن الملك العامّ، والقدرة التّامّة، يقتضيان ذلك.
وخاتمة سورة الأحزاب: وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٣) وفاصلة الآية الثانية من مطلع سبأ: وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢) .
(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب: «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، دار الاعتصام، القاهرة، الطبعة الثانية، ١٣٩٨ هـ: ١٩٧٨ م. (٢) . وذلك قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ [الآية ١] .