" قال: فبينما نحن نسير. قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدًّا (١)، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال: فلما سمعت كلامه قلت: أما تكرم كريمًا ولا تهاب شريفًا؟ قال: لا. إلا أن يكون رسول الله ﷺ. قال: قلت: يا رسول الله بأبي وأمي ذرني فلأسابق الرجل. قال:(إن شئت). قال: قلت: أذهب إليك. وثنيت رجلي فطفرت (٢) فعدوت. قال: فربطت عليه شرفًا أو شرفين أستبقي نفسي (٣)، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفًا أو شرفين، ثم إني رفعت حتى ألحقه (٤). قال: فأصكه بين كتفيه. قال: قلت: قد سبقت والله! قال: أنا أظن. قال: فسبقته إلى المدينة"(٥).
[٤ - قصة المرأة المسلمة التي أسرت مع ناقة رسول الله العضباء]
٥٤١ - من حديث عمران بن حصين ﵁ قال: "كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله ﷺ، وأسر أصحاب رسول الله ﷺ رجلًا من بني عقيل، وأصابوا معه العضباء (٦). فأتى عليه رسول الله ﷺ وهو في الوثاق. قال: يا محمَّد! فأتاه فقال: (ما شأنك؟) قال: بم أخذتني، وبم أخذت سابقة الحاج (٧)؟ فقال:(إعظامًا لذلك): (أخذتك بجريرة حلفائك ثقيف) ثم انصرف عنه فناداه، فقال: يا محمَّد! يا محمَّد!
(١) شدًّا: عدوا على الرجلين. (٢) طفرت: وثبت وقفزت. (٣) ربطت شرفًا أو شرفين أستبقي نفسي: ربطت حبست نفسي عن الجري الشديد والشرف ما ارتفع من الأرض، أستبقي نفسي: أي لئلا يقطعني البهر. (٤) رفعت حتى ألحقه: أسرعت. (٥) أخرجه مسلم في الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها رقم: ١٨٠٧، وأبو داود في الجهاد باب في السرية ترد على أهل العسكر رقم: ٢٧٥٢، وابن أبي شيبة في المصنف: ١٤/ ٥٣٣، ٣٥٨، والبيهقي في الدلائل: ٤/ ١٨٢، ١٨٦، وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٨١، ٨٤، والطبري في التاريخ: ٢/ ٥٩٦، ٦٠٠، وأحمد في المسند: ٤/ ٥٢، ٥٤، وقد سبق أجزاء من الحديث تحت رقم: ٤٩٣، ٥٠٠، ٥٠٩، فانظرها. (٦) العضباء: ناقة نجية كانت لرجل من بن عقيل ثم انتقلت إلى رسول الله ﷺ. (٧) سابقة الحاج: أراد بها العضباء فإنها كانت لا تسبق، ولا تكاد تسبق. معروفة بذلك.