كانت غزوة الفتح سنة ثمان للهجرة والذي اتفق عليه أهل السير أنه خرج ﷺ في عاشر رمضان ودخل مكة لتسع عشرة ليلة خلت منه (١).
٦٣٦ - من حديث ابن عباس ﵄ قال:"إن النبي ﷺ خرج في رمضان من المدينة، ومعه عشرة آلاف، وذلك على رأس ثمان سنين ونصف من مقدمه المدينة، فسار هو ومن معه من المسلمين إلى مكة، يصوم، ويصومون، حتى بلغ الكديد -وهو ماء بين عسفان وقديد- أفطر وأفطروا"(٢).
[٣ - رسالة حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة]
٦٣٧ - من حديث علي ﵁ قال: "بعثني رسول الله ﷺ أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوا منها، قال: فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب، أو لنلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها.
فأتينا به رسول الله ﷺ، فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة -إلى ناس بمكة من المشركين- يخبرهم ببعض أمر رسول الله ﷺ: فقال رسول الله ﷺ: (يا حاطب ما هذا؟) قال: يا رسول الله، لا تعجل علي، إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش -يقول: كنت حليفًا- ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من
(١) فتح الباري: ٤/ ١٨١، قلت: ومما يؤيد أن خروج النبي ﷺ كان لعشر خلون من رمضان سنة ثمان للهجرة قوة، ما جاء عن ابن عباس أيضًا قال: "ثم مضى رسول الله ﷺ لسفره واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين بن عتبة بن خلف الغفاري وخرج لعشر مضين من رمضان … " فذكر الحديث، أورده ابن إسحاق في المغازي، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٦٤، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق وقد صرح بالسماع فالحديث صحيح. (٢) أخرجه البخاري في المغازي: باب غزوة الفتح من رمضان حديث رقم: ٤٢٧٦، وانظر أرقام: ١٩٤٨، ١٩٤٤، ٤٢٧٩، مسلم في الصيام باب جواز الصوم والفطر في رمضان للمسافر في غير رخصة حديث رقم: ١١١٣، الموطأ: ١/ ٢٩٤، النسائي في الصيام باب الرخصة للمسافر أن يصوم بعضًا ويفطر بعضًا: ٤/ ١٨٩، وأحمد في المسند: ١/ ٢٥٩، ٢٩١، ٣٢٥، أبو داود في الصوم: ٢٤٠٤، باب الصوم في السفر، والبيهقي في الصيام: ٤/ ٢٤٣، باب الرخصة في الصوم، والطحاوي في الصيام: ٢/ ٦٤، ٦٥، باب الصيام في السفر، وصححه ابن خزيمة: ٢٠٣٦ وابن حبان برقم: ٣٥٦٠، الدرامي: ٢/ ٩؛ الصيام باب الصوم في السفر، عبد الرزاق في الصيام: ٧٧٦٢، باب السفر في شهر رمضان، الحميدي رقم: ٥١٤، الطيالسي في الصوم: ١/ ١٩٠ برقم: ٩١٥.