رأيتمونا تخطفنا الطير، فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم) (١).
[٨ - من يأخذ هذا السيف بحقه]
٣٢٣ - من حديث أنس ﵁ قال:"إن رسول الله ﷺ أخذ سيفًا يوم أحد، فقال:(من يأخذ مني هذا السيف بحقه؟) فبسطوا أيديهم كل إنسان فيهم يقول: أنا أنا، فقال:(من يأخذه بحقه؟) فأحجم القوم فقال له سماك أبو دجانة: أنا آخذه بحقه، قال فأخذه ففلق به هام المشركين"(٢).
٣٢٤ - وقد جاء من حديث الزبير ﵁ قال: عرض رسول الله ﷺ سيفًا يوم أحد فقال: (من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله، فأعرض عني، ثم قال:(من يأخذ هذا السيف بحقه؟) فقمت فقلت: أنا يا رسول الله فأعرض عني ثم قال: من يأخذ هذا السيف بحقه، فقام أبو دجانة سماك بن خرشة فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه؟ قال:(ألا تقتل به مسلمًا ولا تغربه عن كافر)، قال: فدفعه إليه وكان إذا أراد القتال أعلمَ بعصابة، قال:"لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع، قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه وأفراه، حتى انتهى إلى نسوة في سفح جبل معهن دفوف لهن، فيهن امرأة وهي تقول:
نحن بنات طارق … نمشي على النمارق
إن تقبلوا نعانق … ونبسط النمارق
إن تدبروا نفارق … فراق غير وامق
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها، ثم كف عنها، فلما انكشف القتال قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة، ثم لم تضربها، قال: أي والله أكرمت سيف رسول الله ﷺ أن أقتل به امرأة" (٣).
(١) أخرجه البخاري في المغازي غزوة أحد رقم: ٤٠٤٣، أحمد: ٤/ ٢٩٣ - ٢٩٤، وأبو داود في الجهاد في الكمناء رقم: ٢٦٦٢، والبيهقي في الدلائل: ٢٢٩٣ - ٢٣٠ وقد جاء نحوه من حديث ابن عباس ﵄ عند أحمد: ١/ ٢٨٧ - ٢٨٨، والحاكم: ٢/ ٢٩٦، ٢٩٧، وصححه ووافقه الذهبي. (٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل أبي دجانة حديث رقم: ٢٤٧٠، أحمد في المسند: ٣/ ١٢٣ والحاكم في المستدرك: ٣/ ٢٣٠، وابن سعد في الطبقات: ٣/ ٥٥٦، والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٢٣٢ - ٢٣٣. (٣) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: ٣/ ٢٣٣، والبزار انظر كشف الأستار رقم: ١٧٨٧، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٠٩ رواه البزار، ورجاله ثقات.