فكان من أمره ما كان، قال: فهذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس، قال فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته" (١).
قال: قال عبد الله بن الفضل، فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: "فقالت جارية على ظهر بيت، أمير المؤمنين قتله العبد الأسود".
[سؤال النبي عمن رأى مقتل حمزة]
٣٢٧ - من حديث كعب بن مالك ﵁ قال: "أن رسول الله-ﷺ قال يوم أحد:(من رأى مقتل حمزة؟) فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال:(فانطلق أرناه) فخرج رسول الله- ﷺ حتى وقف على حمزة، فرآه وقد شق بطنه، وقد مثل به، فقال: يا رسول الله، مثل به والله، فكره رسول الله ﷺ أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى فقال:(أنا شهيد على هؤلاء، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآنًا فاجعلوه في اللحد)(٢).
[تألم النبي ﷺ لمقتل حمزة]
٣٢٨ - من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال:"لما بلغ النبي ﷺ قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق"(٣).
(١) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل حمزة بن عبد المطلب رقم: ٤٠٧٢، وأحمد في المسند: ٣/ ٥٠١، ودلائل النبوة للبيهقي: ٣/ ٢٤١ أو الطبري في تاريخه مختصرًا: ٢/ ٥١٦ - ٥١٧. (٢) المطالب العالية رقم: ٤٣٢٥، ونسبه إلى أبي بكر من أبي شيبة، وقال البوصيري فيه: رواته ثقات كما في التعليق عليه، وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١١٩، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح - ومقطع الحديث (أنا شهيد على هؤلاء) أخرجه البخاري في المغازي باب من قتل من المسلمين بأحد: ٤٠٧٩ وأبو داود في الجنائز باب في الشهيد يغسل: ٣١٣٨ الترمذي في الجنائز باب ترك الصلاة على الشهيد: ١٠٣٦، والنسائي في الجنائز باب ترك الصلاة عليهم: ٣/ ٦٢، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء: ١٥١٤، من حديث جابر به. (٣) كشف الأستار: ١٧٩٤، وقال الهيثمي: ٦/ ١١٨، رواه البزار وفيه عبد الله بن محمَّد ابن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه.