٢٣٤ - حديث ابن مسعود ﵁ قال:"شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي ﷺ -وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ﴿اذهب أنت وربك فقاتلا﴾ ولكنا نقاتل عن يمينك، وعن شمالك، وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي ﷺ أشرق وجهه وسر. يعني قوله"(١).
ويقول الحافظ في فتح الباري:"ويمكن الجمع بأن النبي ﷺ استشارهم في غزوة بدر مرتين: الأولى: وهو بالمدينة أول ما بلغه خبر العير مع أبي سفيان، وذلك بين في رواية مسلم ولفظه "أن النبي ﷺ شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان والثانية كانت بعد أن خرج" (٢).
[١٤ - الانشقاق في صفوف المشركين حين وصولهم بدر]
٢٣٥ - ومن حديث علي كرم الله وجهه في تكملة حديث رقم: ٢٣١ قال ﵁:
"فلما دنا القوم منا وصاففناهم إذا رجل منهم على جمل أحمر، يسير في القوم، فقال رسول الله ﷺ:(يا علي ناد حمزة)، وكان أقربهم من المشركين من صاحب الجمل الأحمر وماذا يقول لهم، ثم قال رسول الله ﷺ:(إن يكن في القوم أحد يأمر بخير فعسى أن يكون صاحب الجمل الأحمر)، قال: هو عتبة بن ربيعة، وهو ينهى عن القتال، ويقول لهم: يا قوم: إني أرى قومًا مستميتين لا تصلون إليهم، وفيكم خير، يا قوم، اعصبوها اليوم برأسي وقولوا جبن عتبة بن ربيعة، وقد علمتم أني لست بأجبنكم، فسمع ذلك أبو جهل فقال: أنت تقول هذا، والله لو غيرك يقول لأعضضته، قد ملات رئتك جوفك
= كثير في البداية: ٣/ ٢٦٢ - ٢٦٣ هكذا رواه ابن إسحاق ﵀، وله شواهد من وجوه كثيرة من، ذلك رواية البخاري والنسائي وأحمد. (١) أخرجه البخاري في المغازي باب قوله تعالى ﴿إذ تستغيثون ربكم﴾ رقم: ٣٩٥٢، أحمد في المسند: ٣٩٠ - ٤٢٨، الحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٤٩، وصححه ووافقه الذهبي. وقد جاء مثل هذا القول دون ذكر اسم المقداد من حديث عتبة بن عبد السلمي قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٧٥، رواه أحمد ورجاله ثقات، وجاء أيضًا من حديث أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني بإسناد حسن كما قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٧٣ - ٧٤. (٢) فتح الباري: ٧/ ٢٨٨.