أهلها، قال:(فإنك من أهلها) فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل" (١).
[ب - مصرع أبي جهل لعنه الله]
٢٥٣ - من حديث عبد الرحمن بن عوف ﵁: قال: "بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فهذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم وما حاجتك إليه يا ابن أخي؟ قال: أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ، والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده، حتى يموت الأعجل منا. قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر فقال مثلها.
قال: فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله ﷺ فأخبراه، فقال:(أيكما قتله؟) فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال:(هل مسحتما سيفيكما؟) قالا: لا: فنظر في السيفين فقال: (كلاكما قتله)، وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. والرجلان معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء" (٢).
٢٥٤ - من حديث أنس ﵁ قال: " قال رسول الله ﷺ يوم بدر: (من ينظر ما صنع أبو جهل؟) فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضرباه! أبناء عفراء حتى برد، فأخذ بلحيته فقال: أنت أبو جهل، قال: وهل فوق رجل قتله قومه أو قال: قتلتموه" (٣).
(١) أخرجه مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد: رقم: ١٩٠١، أحمد في المسند: ٣/ ١٣٦ - ١٣٧، والحاكم في المستدرك:٣/ ٤٢٦ - وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٢٥، والبيهقي في السنن: ٩/ ٤٣. * بخ بخ: كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمة في الخير. قرنه: جعبة النشاب. (٢) أخرجه البخاري في المغازي باب فضل من شهد بدرًا رقم: ٣٩٨٨، ومسلم في الجهاد والسيرة باب استحقاق القائل سلب القتيل: ١٧٥٢، الحاكم: ٣/ ٤٢٥ - والطبري في التاريخ: ٢/ ٤٥٤ - ٤٥٥، والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٨٣ - ٨٥. (٣) أخرجه البخاري في المغازي باب قتل أبو جهل رقم: ٣٩٦٣، مسلم في الجهاد، باب قتل أبي جهل =