٧٨٣ - من حديث ابن عباس ﵄ أنه قال:"إن أول جمعة جمعت -بعد جمعة في مسجد رسول الله ﷺ في مسجد عبد القيس بجواثي من البحرين"(١).
ز - قصة الرجل المصروع وشفاؤه على يد الرسول ﵊:
٧٨٤ - من حديث الزارع بن عامر، ويقال ابن عمرو العبدي، وكان في وفد عبد القيس قال:"أتيت رسول الله ﷺ والأشج المنذر بن عامر ومعهم رجل مصاب فانتهوا إلى رسول الله ﷺ. فلما رأوا رسول الله ﷺ وثبوا من رواحلهم، فأتوا رسول الله ﷺ فقبلوا يده، ثم نزل الأشج فعقل راحلته وأخرج عيبته, ففتحها فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه، فلبسهما، ثم أتى رواحلهم فعقلها، فأتي رسول الله ﷺ.
فقال: "يا أشج إن فيك خصلتين يحبهما الله ﷿ ورسوله؛ الحلم والأناة" فقال: يا رسول الله أنا تخلقتهما أو جبلني الله عليهما؟ فقال: "بل الله جبلك عليهما" قال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ﷿ ورسوله.
فقال الزارع: يا رسول الله إن معي خالًا لي مصابًا، فادع الله له، فقال: "أين هو؟ ائتني به" قال: فصنعت مثل ما صنع الأشج، ألبسته ثوبيه، وأتيته، فأخذ من ردائه يرفعهما حتى رأينا بياض أبطه، ثم ضرب بظهره فقال: "اخرج عدو الله"، فولى وجهه وهو ينظر بنظر رجل صحيح"(٢).
(١) أخرجه البخاري في الجمعة باب الجمعة في القرى والمدن حديث رقم: ٨٩٢، والمغازي باب وفد عبد القيس حديث رقم: ٤٣٧١، أبو داود في الصلاة باب الجمعة في القرى حديث: ١٠٦٨. (٢) أخرجه أحمد في المسند كما أشار إلى ذلك ابن كثير في السيرة: ٤/ ٨٩ - ٩٠. قلت: وهذا الحديث سقط من نسخة المسند المطبوعة، وذكره ابن حجر في المسند المعتلى: ٧٢٥٥، وأخرجه أبو داود الطيالسي كما أشار إلى ذلك ابن الأثير في أسد الغابة، وأخرجه الطبراني في الكبير رقم: ٥٣١٣، ٥٣١٤ والبخاري في الأدب المفرد رقم: ٩٧٥، وأخرج أبو داود في الأدب باب في قبلة الجسد حديث رقم: ٥٢٢٥، بعضه بنفس الإسناد، وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود حديث رقم: ٥٠٦٢: وأخرج هذا الحديث أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة وقال: ولا أعلم للزارع غيره، وذكر أبو عمر النمري: أن كنيته أبو الوازع، وأن له ابنًا يسمى الزارع وبه كان يكنى، وأن حديثه عند البصريين. وأن حديثه هذا حسن.