٤٨٧ - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق حديث كل منهما حديث صاحبه قالا:"خرج رسول الله ﷺ زمان الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة (١) قلد رسول الله ﷺ الهدي وأشعره (٢)، وأحرم بالعمرة، وبعث بين يديه عينًا (٣) له من خزاعة يخبره عن قريش"(٤).
[٤ - استعداد قريش لمحاربته ﵇ -]
" وسار النبي ﷺ حتى إذا كان بغدير الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال: إني قد تركت كعبَ بن لؤي وعامر بن لؤي -لفظ البخاري (إن قريشًا جمعوا لك جموعًا) قد جمعوا لك الأحابيش (٥)، وجمعوا لك جموعًا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال النبي ﷺ:(أشيروا علي، أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم، فإن قعدوا، قعدوا موتورين محروبين، وإن نجوا - (قال: قال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك) نجوا محزونين، وإن يجيئوا تكن عنقًا قطعها الله، أوترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟) فقال أبو بكر: الله ورسوله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين، ولم نجىء نقاتل أحدًا، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فقال النبي ﷺ:(فروحوا إذًا) " واللفظ لأحمد.
(١) ذي الحليفة: ماء لبني جشم على سنة أميال عن المدينة وهو ميقات أهل المدينة للحج وهو ما يمسى آبار علي. (٢) أشعار الهدي: شق أحد جنبي سنام البدنة حتى يسيل دفها ويجعل ذلك علامة لها لتعرف بأنها هدي. (٣) العين: الجاسوس. (٤) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبة حديث رقم: ٤١٧٨، ٤١٧٩، ٤١٨٠، ٤١٨١، وأبو داود في الجهاد باب صلح العدو: ٢٧٦٥، وفي السنة باب في الخلفاء: ٤٦٥٥، والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف: ٨/ ٣٧٢، والبيهقي في السنن: ٥/ ٢١٥، ٧/ ١٧٠، ٩/ ١٤٤ و ٢١٨، ٢٢١، ١٠/ ١٠٩، والطبري: ٢٨/ ٧١، ٩٧، ١٠١، وعبد الرزاق في المصنف: ٩٧٢٠، والطبراني في الكبير: ٢٠/ ١٣، ١٤، ١٥، ٨٤٢، والبيهقي في الدلائل: ٤/ ٩٩، ١٠٨. وأحمد في المسند: ٤/ ٣٢٨ - ٣٣١، ٣٣١، ٣٣٤. (٥) الأحابيش: جماعات من قبائل شتى حلفاء لقريش، تألفوا عند جبل يمسى حبيش فسموا بذلك.