كانت هذه السرية في جمادى الثانية سنة ثمان للهجرة كما قال ابن سعد والجمهور، ونقل ابن عساكر الاتفاق على أنها كانت بعد غزوة مؤتة، إلا أن ابن إسحاق قال: إنها قبلها" (١).
وقال ابن إسحاق عن يزيد عن عروة: هي بلاد بكى وعُذرة، وبنى القين. وهذه القبائل التي ذكرها هي بطون من قضاعة كما قال الحافظ في الفتح.
[٢ - إمرة عمرو بن العاص على هذه السرية وفيها أبو بكر وعمر]
٦٣٠ - من حديث عمرو بن العاص ﵁ قال: "بعث إليَّ رسول الله ﷺ، فقال:(خذ عليك ثيابك، وسلاحك، ثم ائتني)، فأتيته، وهو يتوضأ، فصعَّد فيَّ النظر، ثم طأطأ، فقال:(إني أريد أن أبعثك على جيش (٢) فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة)، قال: قلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال، ولكني سلمت رغبة في الإِسلام، وأن أكون مع رسول الله ﷺ فقال:(يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح)(٣).
٦٣١ - من حديث عمرو بن العاص ﵁ قال: "إن رسول الله ﷺ بعثه في ذات السلاسل، فسأله أصحابه أن يوقدوا نارًا فمنعهم، فكلموا أبا بكر، فكلمه في ذلك، فقال: لا يوقد أحد منهم نارًا إلا قذفته فيها، قال: فلقوا العدو فهزمهم، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم.
(١) انظر فتح الباري: ٨/ ٧٤، المغازي باب غزوة ذات السلاسل، الفتح الرباني: ٢١/ ١٣٩، زاد المعاد: ٣/ ٣٨٦، وقيل: إنها سميت ذات السلاسل لأن المشركين ارتبط بعضهم إلى بعض مخافة أن يفروا، وقيل لأنها بها ماءً يقال له السلسل، وقال ابن سعد: إنها وراء وادي ذي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام. كذا قال. (٢) جيش: جيش سرية ذات السلاسل. (٣) أخرجه ابن حبان كما في الموارد: ٢٢٧٧، وأحمد في المسند: ٤/ ١٩٧، ٢٠٢، والبخاري في الأدب المفرد رقم: ٢٩٩، والحاكم في المستدرك: ٢/ ٢، ٢٣٦، والقضاعي في مسند الشهاب رقم: ١٣١٥، وصححه الحاكم وواففه الذهبي، وقال الحافظ في الفتح: ٨/ ٧٥ تعليقًا على حديث رقم: ٤٣٥٨، رواه أحمد والبخاري في الأدب وصححه أبو عوانة وابن حبان والحاكم، وقال الهيثمي في المجمع: ٨/ ٣٥٢، ٣٥٣: رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى، ورجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح.