٣١٧ - من حديث زيد بن ثابت ﵁ قال:"لما خرج رسول الله ﷺ إلى غزوة أحد رجع ناس ممن خرج معه، وكان أصحاب النبي ﷺ فرقتين، فرقة تقول نقاتلهم، وفرقة تقول: لا نقاتلهم. فنزلت ﴿فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا﴾ وقال:(إنها طيْبَةٌ تنفي الذنوب، كما تنفي النار خبث الفضة)(١).
٣١٨ - من حديث جابر بن عبد الله ﵄ قال: "نزلت هذه الآية فينا ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا﴾ (٢) بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾ " (٣).
٣١٩ - وقد جاء من طريق ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة، وحصين بن عبد الرحمن … فذكر حديث الرؤيا حتى قال: "حتى خرج في ألف من أصحابه حتى إذا كانوا بالشوط بين المدينة وأحد، انخذل عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس وقال: أطاعهم وعصاني، ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس! فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل النفاق والريب، واتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام يقول:
"يا قوم، أذكركم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عند من حضر من عدوهم، فقالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم، ولكنا لا نرى أنه يكون قتال، قال: فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف:
قال: أبعدكم الله، أعداء الله، فسيغني الله عنكم نبيه" (٤).
[٥ - إعادة الكتيبة اليهودية التي خرجت لمساعدة المسلمين]
٣٢٠ - من حديث أبي حميد الساعدي ﵁ قال: "خرج رسول الله ﷺ يوم أحد حتى إذا خلف ثنية الوداع نظر وراءه فإذا كتيبة خشناء (٥) (قال: من
(١) أخرجه البخاري في المغازى باب غزوة أحد رقم: ٤٠٥٠، ومسلم في صحيحه كتاب صفات المنافقين وأحكامهم حديث رقم: ٢٧٧٦، والترمذي: ٤/ ٨٩، وقال حسن صحيح، وأحمد: ٥/ ١٨٤ - ١٨٧. (٢) سورة آل عمران: ٢٢. (٣) أخرجه البخاري في المغازي باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا رقم: ٤٠٥١، مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل الأنصار رقم: ٢٥٠٥. (٤) ابن هشام: ٢/ ٦٠ - ٦٤ وسنده حسن وهو مرسل. (٥) خشناء كثيرة السلاح خشنة.