يريد صاحبيه: زيدًا وجعفرًا، ثم نزل، فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق (١) من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده ثم انتهس (٢) منه نهسة، ثم سمع الحطمة (٣) في ناحية الناس فقال: وأنت في الدنيا! ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قتل" (٤).
[٧ - تولي خالد بن الوليد الإمارة وشدة بأسه]
٦١٩ - بنفس الإسناد السابق: " … ثم أخذ الراية ثابت بن أقرم أخو بني العجلان، فقال: يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم قالوا: أنت، قال: ما أنا بفاعل فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية دافع القوم، وحاشى بهم، ثم انحاز وانحيز عنه، حتى انصرف بالناس" (٥).
٦٢٠ - من حديث خالد بن الوليد ﵁ قال: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية" (٦).
٦٢١ - ومن حديث أبي قتادة ﵁: "بعث رسول الله ﷺ جيش الأمراء وقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة الأنصاري، فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي الله ما كنت
(١) العرق: العظم الذي عليه بعض لحم. (٢) انتهى: أخذ منه بفمه يسيرًا. (٣) الحطمة: زحام الناس وحطم بعضهم بعضًا. (٤) سبق تخريجه في الحديث السابق: ٦١٧. (٥) سبق تخريجه في الحديث السابق رقم: ٦١٧، وقد جاء من مرسل ابن شهاب الزهري مثل ذلك رواه الطبراني، ورجاله ثقات إلى ابن شهاب كذا قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٦٠. (٦) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة مؤتة رقم: ٤٢٦٥، ٤٢٦٦ وأحمد في الفضائل: ١٤٧٥، والبيهقي في الدلائل: ٤/ ٣٧٣، والطبراني في الكبير: ٣٨٠٢، وابن سعد: ٤/ ٢٥٣، ٧/ ٣٩٥، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٤٢.