٢٩٢ - من حديث عبد الله بن الزبير ﵄ قال:"كانت قريش ناحت قتلاها ثم ندمت، وقالوا: لا تنوحوا عليهم، فيبلغ ذلك محمدًا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان في الأسرى أبو وداعة بن صبرة السهمي فقال رسول الله ﷺ:(إن له بمكة ابنًا تاجرًا كيسا، ذا مال، كأنكم قد جاءكم في فداء أبيه) فلما قالت قريش في الفداء ما قالت: قال المطلب: صدقتم والله لئن صدقتم ليثاربن عليكم، ثم انسل في الليل، فقدم المدينة ففدى أباه بأربعة آلاف درهم"(١).
[٨ - أبو العاص بن الربيع وعفو الرسول عنه وإطلاقه]
٢٩٣ - من حديث عائشة ﵂ قالت:"لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم، بعثت زينب بنت رسول الله ﷺ في فداء أبي العاص بن الربيع بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص حين بنى عليها، قال: فلما رآها رسول الله ﷺ. رق لها رقة شديدة وقال:(إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا عليها الذي لها فافعلوا)، فقالوا: "نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها".
وهذا لفظ أحمد وفي رواية أبي داود زيادة نوردها فيما يلي:
"وكان رسول الله ﷺ أخذ عليه، أو وعده، أن يخلي سبيل زينب إليه، وبعث رسول الله ﷺ زيد بن حارثة ورجلًا من الأنصار فقال:(كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها)(٢).
[٩ - تكليف من لا يجد فداء بتعليم أبناء المسلمين]
٢٩٤ - من حديث ابن عباس ﵄ قال:
"كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء، فجعل رسول الله ﷺ فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة، قال: فجاء يومًا غلام يبكي إلى أبيه فقال: ما شأنك؟
(١) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٩٠، رواه الطبراني ورجاله ثقات. (٢) أخرجه أحمد في المسند: ٦/ ٣٧٦، وأبو داود في الجهاد باب في فداء الأسير بالمال: ٢٦٩٢، الحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٣٦، وسكت عليه الحاكم والذهبي، وابن هشام في السيرة: ١/ ٦٥٣ وسنده صحيح رجاله كلهم ثقات، وابن إسحاق صرح بالتحديث، وقال الساعاتي في الفتح الرباني: ١٤/ ١٠٠، أخرجه ابن إسحاق في سيرته وإسناده جيد.