محمدًا أبدًا، وعند ذلك - والله تعالى أعلم - كتب لأهل الكوفة، وأمر أهل المدينة بما سبق، ثم إنه ذكر له جماعة سمَّاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك. فترك الناس من ذلك (١).
تنبيه: الأصل في الكناية أن يكون للرجل ابن فيُكنى باسم ابنه ذلك، ولذلك كني النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبي القاسم، فإنَّه كان له ولدٌ يسمى: القاسم من خديجة رضي الله عنها، وكأنه كان أوَّل ذكور أولاده. وعلى هذا: فلا ينبغي أن لا يكنى أحدٌ حتى يكون له ولدٌ يُكنى باسمه، لكن: قد أجاز العلماء خلاف هذا الأصل، فكنَّوا من ليس له ولدٌ، لحديث عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كلُّ صواحباتي لهن كنى، وليس لي كنية، فقال:(اكتني بابن أختك عبد الله) فكانت تكتني بأمِّ عبد الله (٢). وقد كنَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - الصغير، فقال:(يا أبا عمير! ما فعل النُّغير (٣)) وقد قال عمر - رضي الله عنه -: عجلوا بكنى أبنائكم وأولادكم (٤)؛ لا تسرع إليهم ألقاب السَّوء.
وحديث المغيرة يدلُّ: على أن مريم صلوات الله عليها؛ إنما سُميت أخت
(١) رواه محمد بن سعد كما في الشفا (٢/ ٤٧٠). (٢) رواه البخاري في الأدب المفرد (٨٥٠ و ٨٥١)، وابن سعد (٨) (٦٣ و ٦٤)، والطبراني (٢٣/ ٣٦ و ٣٧). (٣) رواه أحمد (٣/ ٢١٢)، والبخاري (٦٢٠٣)، ومسلم (٦٥٩)، والترمذي (٣٣٣). (٤) ليست في (ج ٢).