قوله:(فجعل الفضل ينظر إليها، وتنظر إليه)؛ هذا النظر منهما بمقتضى الطباع؛ فإنها مجبولةٌ على الميل إلى الصور الحسنة. ولذلك قال في رواية:(وكان الفضل أبيض وسيمًا)؛ أي: جميلًا. و (صرف النبي - صلى الله عليه وسلم - وجه الفضل إلى الشق الآخر)؛ منع له من مقتضى الطبع، وردٌّ له (١) إلى مقتضى الشرع.
وفيه دليل: على أن المرأة تكشف وجهها في الإحرام، وأنها لا يجب عليها ستره وإن خيف منها (٢) الفتنة، لكنها تندب إلى ذلك، بخلاف أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن الحجاب عليهن كان فريضة.
وقولها:(إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخًا كبيرًا، لا يستطيع أن يثبت على الراحلة)؛ هذا هو المسمَّى بالمعضوب. والعضب: القطع. وبه سُمِّي السيف: عضبًا، وكأن من انتهى إلى هذه الحالة قطعت أعضاؤه؛ إذ لا يقدر على شيء. وقد